Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
فقلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القوال، فقال: من قال لأستاذه: لِمَ؟ لايفلح؟ (١).
وبذلك صرح القوم أن " السباع أدعى للوجد من التلاوة، وأظهر تأثيرًا، والحجة على ذلك أن جلال القرآن لا تحتمله القوة البشرية المحدثة، ولا تحمله صفاتها المخلوقة، ولو كشف للقلوب ذرة من معناه لدهشت وتصدعت وتحيرت، والألحان مناسبة للطباع بنسبة الحظوظ، وإذا علقت الألحان بالشعر كانت خفيفة على الطباع، لمشاكلة المخلوق بالمخلوق، ما دامت البشرية باقية " (٢).
ويصرح الصفوري:
" فإن قيل: يتواجد المتواجد عند سماع الشعر دون سماع القرآن حتى انفتح لبعض المتفقهة باب الإنكار بهذا؟
فالجواب: أن القرآن كلام ثقيل لا يليق مع وجوده إلى السكون والإنصات، ولأنه يتكرر في الأسماع، ولأن الشعر كلام البشر فبينهما مناسبة، وأما كلام الله تعالى فلا مناسبة بينه وبين البشر " (٣).
وقال الكمشخانوي:
" سئل إبراهيم الخواص: ما بال الإنسان يتحرك عند سماع الألحان ولا يجد ذلك عند سماع القرآن؟
فقال: لأن سماع القرآن صدقة لا يمكن أحدًا أن يتحرك فيه لشدة غلبته عليه، وسماع الألحان ترويح فيتحرّك فيه " (٤).
وقد صرح الغزالي ذلك بكل وضوح وجلاء، وبكلّ جرأة ويسأله بقوله:
" فإن كان سماع القرآن مفيدًا للوجد فما بالهم يجتمعون على سماع الغناء من القوالين
(١) أنظر تلبس إبليس لابن الجوزي ص ٢٤٠ ط دار القلم بيروت. (٢) روضة التعريف للسان الدين بن الخطيب ص ٢٧١، ٢٧٢ ط دار الفكر العربي. (٣) نزهة المجالس ومنتخب النفائس لعبد الرحمن الصفوري ج ١ ص ٦١ ط مطبعة منبر بغداد. (٤) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ٢٤٥.
1 / 189