180

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

خپرندوی

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

والغزالي كذلك استدلّ على السماع والوجد من رؤيا ممشاد الدينوري أنه قال: " رأيت النبي ﷺ في النوم فقلت: يا رسول الله هل تنكر من هذا السماع شيئًا فقال: ما أنكر منه شيئًا ولكن قل لهم يفتتحون قبله بالقرآن ويختمون بعده بالقرآن. وحكى عن طاهر بن بلال الهمداني الوراق - وكان من أهل العلم - أنه قال: كنت معتكفا في جامع جدّة على البحر فرأيت يومًا طائفة يقولون في جانب منه قولًا ويستمعون، فأنكرت ذلك بقلبي وقلت: في بيت من بيوت الله يقولون الشعر؟ قال: فرأيت النبي تلك الليلة وهو جالس في تلك الناحية وإلى جنبه أبو بكر الصديق ﵁ وإذا أبو بكر يقول شيئًا من القول والنبي يستمع إليه ويضع يده على صدره كالواجد بذلك، فقلت في نفسي: ما أن ينبغي لي أن أنكر على أولئك الذين كانوا يستمعون وهذا رسول الله يستمع وأبو بكر يقول؟ فالتفت إلى رسول الله وقال: هذا حق بحق - أو قال حق من حق - أنا أشك فيه " (١). ويقولون: إن هذه الأبيات الغزلية والأشعار العشقية أكثر تأثيرًا ووقعًا في النفوس، وأثارة للوجد والتواجد من القرآن الكريم كما ذكروا عن يوسف بن الحسين الرازي الذي قال فيه الأصبهاني: " المتخلّي من رؤية الناس، المتحلي بالإخلاص خيفة رب الناس، تارك للتزين والتصنع، مفارق للتلّون والتمتع، أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي. كان وحيدًا فريدًا، وعلى المتنطعين شديدًا، صحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي، وأبا سعيد الخراز " (٢). يذكرون عنه نقلًا عن أبي الحسين الدراج أنه قال: " قصدت زيادة يوسف بن الحسين الرازي، من بغداد، دخلت الري سألت الناس عن منزله، فكل من أسأله عنه يقول: " أيش تعمل بذلك الزنديق؟! "، فضيقوا صدري،

(١) إحياء علوم الدين للغزالي ص ٢٤٧. (٢) حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ج ١٠ ص ٢٣٨، ٢٣٩.

1 / 187