173

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

خپرندوی

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

في كتبهم، فيروي القشيري والسيد محمد ماضي أبو العزائم وغيرهما عن الجنيد أنه سئل: " ما بال الإنسان يكون هادئًا، فإذا سمع السماع اضطرب؟ فقال: إن الله تعالى لما خاطب الذّر في الميثاق الأول بقوله: ألست بربكم قالوا بلى، استفرغت عذوبة سماع الكلام والأرواح، فلما سمعوا السماع حرّكهم ذكر ذلك " (١). فهكذا حاول الصوفية ربط سماعهم للأناشيد والأبيات الغزلية مع سماع نداء أولى. وهناك أمثلة لتواجد المتصوفة وكيفيته، نذكر نبذة منها، فيذكر الطوسي: " حكى عن الشبلي أنه تواجد يومًا في مجلسه فقال: آه ليس يدري ما بقلبي سواه، فقيل له: آه من أي شيء؟ فقال: من كل شيء وذكر عنه أيضًا تواجد يومًا فضرب يده على الحائط حتى علمت عليه يده قال: فعمدوا إلى بعض الأطباء، فلما أتاه قال للطبيب: ويلك! بأي شاهد جئني؟ قال: ألطف منه فلما أتاه قال له: ويلك، بأي شاهد جئتني؟ قال: بشاهده قال: فأعطاه يده فبسطها وهو ساكت، فلما أخرج الدواء يجعله عليها، صاح وتواجد وترك إصبعه على موضع الداء وهو يقول: أنْبَتَتْ ... صَبَابتْكُم ... فَرْحَةٍ عَلَى كَبِدِي بتُّ مِن تَفجُعِكُمْ ... كالأسيِر في الصفدِ " (٢). ونقلوا عن أبي سعيد الخراز أنه قال: رأيت علي بن الموقف في السماع يقول: أقيموني، فأقاموه، فقام وتواجد، ثم قال: أنا الشيخ الزفان " (٣).

(١) معارج المقربين لمحمد ماضي أبو العزائم ص ٣٢٣ ط دار الثقافة العربية للطباعة مصر، أيضًا الرسالة القشيرية واللفظ له ص ٦٤٤. (٢) كتاب اللمع للطوسي ص ٣٧٩. (٣) الرسالة القشيرية ج ٢ ص ٦٤٥.

1 / 180