157

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

خپرندوی

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

وقبل أن نذكر آداب السماع التي اختلقها المتصوفة وأوجدوها بيانًا بأن له مقامًا وشأنًا ومنزلة ومرتبة تضاهي القرآن الكريم الذي أنزله الله هدى للناس ورحمة وشفاء للمؤمنين، نريد أن نذكر بعض سماعاتهم التي كلف بها القوم وشغفوا بها، وطالما يجعلون تأثيرها أوقع في النفوس من آيات الذكر الحكيم لكي يعرف القارئ من أيّ نوع هؤلاء الناس؟ فيذكر ابن الملقن عن صوفي مشهور عمرو بن عثمان المكي المتوفى ٢٩٧هـ أنه دخل أصبهان، فصحبه حدث وكان والده يمنعه من صحبته، فمرض الصبي، فدخل عليه عمرو مع قوّال، فنظر الحدث إلى عمرو، قال: قل له يقول شيئًا، فقال: مالي مرضت فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض عبدكم فأعود؟ فتمطى الحدث على فراشه وقعد، وقال للقوال: زدني بحبك لله. فقال: وأشدّ من مرضي على صدودكم ... وصدود عبدكم عليّ شديد أقسمت لا عَلِق الفؤاد بغيركم ... ولكم عليَ بما أقول عهود فزاد به البر حتى قام وخرج معهم (١). وذكر السلمي واحدًا من أصحاب الجنيد وأحد مشائخ العراق وأئمتهم أبا محمد المرتعش النيسابوري والذي قال فيه أبو عبد الله الرازي " كان مشائخ العراق يقولون: عجائب بغداد في التصوف ثلاث: إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي " يذكر عنه برواية أحمد بن علي: " كنت عند المرتعش قاعدًا، فقال رجل: قد طال الليل وطاب الهواء، فنظر إليه المرتعش وسكت ساعة ثم قال: لا أدري ما تقول، غير أني أقول ما سمعت بعض القوالين في بعض هذه الليالي يغني ويقول:

(١) طبقات الأولياء لابن الملقن ص ٣٤٤ مكتبة الخانجي القاهرة.

1 / 164