Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
والحركات على التصفيق والبكاء والتصدية، وضربات الذكر، وتحريك الرأس والجسم آليًا وبهلوانيًا، والجلوس بين يدي الشيخ كالجلسة بين يدي الربّ الخشوع والخضوع، وعدم التنفس أمامه والسؤال منه والاعتراض عليه وعلى كل ما يفعله ويأمر به، والمكوث في سراديب الأرض واللبث في كهوف الجبال وغيرانها، وغير ذلك من الخرافات والخزعبلات.
فالإسلام دين يشمل الدنيا والآخرة، ويعامل الإنسان كما خلق في أحسن تقويم، مكرم ومعظم، وله حقوق، وعليه فرائض، وله إخوان وخلاّن وأهل وعيال، ووالد وما ولد، وأقارب وجيران، وأسرة وبيئة يعيش فيها ومجتمع يحيطه، فلا يستغني عنهم ولا يستغني عنه، وعلى ذلك يقال: إن الإنسان مدني الطبع، وهو كذلك، ولذلك بعث الله النبيين وأرسل الرسل ليهدوه ويسلكوا سبيل المؤمنين المتقين والمعتدلين يراعون الذمم، ويصلون الرحم ويوفون بالعهود، ويرحمون الصغير، ويوقرون الكبير، ويداوون المريض، ويواسون الجريح، ويجبرون المكسور، ويقرون الضيف، ويراعون اليتيم، ويعطون المسكين، ويحافظون على ما أمر الله بحفظه، ويراعون الله فيما أمرهم برعايته، ويخافونه ويتقونه حق تقاته.
ولكن التصوف ليس هكذا، فهو إنزواء وحشة وتنافر من الناس وأعتزال عنهم، ثم رقص وسماع، وأكل وشرب على الإستجداء، ونوم في الروابط، لا الكسب ولا الطلب، ولا الزواج ولا المعاشرة، ومخالفة فطرة الله التي فطر الناس عليها.
وقد ذكرنا أشياء منها، نذكر ههنا من بدع القوم ومحدثاتهم التي علقت بهم ولزمتهم، أو عرفت بهم وعرفوا بها.
فمن بدعهم ما يسمونه سماعًا، وهو: سماع أناشيد وأبيات غزلية فيها ذكر الهجر والوصل، والقرب والبعد، والعذاب الملامة، والعذل واللوم، والقطيعة والشوق، والحب والعشق، والحبيب والمعشوق، والقدود والخدود، والحسن والجمال، والغنج والدلال، والخمر والكؤوس، والساقي والسيقان، مع الآلات وبدونها مكاء وتصدية،
1 / 159