Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
وشهدوا فينا بالزندقة، وآذونا الأذى، وصرنا كرسول كذبه قومه وما آمن معه إلا قليل، وأعدى عدو لنا المقلدون لأفكارهم، وأما الفلاسفة فيقولون عنا: هؤلاء قوم أهل هوس، قد فسدت خزانة خيالهم، فضعفت عقولهم، ويا ليتهم إذ لم يصدقونا جعلونا كأهل الكتاب لا يكذبونا فيما لم يخالف شرعنا، مع أنا لا يضرنا بحمد الله إنكارهم علينا لجهلهم " (١).
ونقل الشعراني مثل ذلك عن الجنيد سيد الطائفة أنه قال:
" لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق، وذلك، لأنه إذا نطق بعلوم الأسرار لا يسع الصديقين إلا أن ينكروا عليه " (٢).
وذكر الشعراني في مقدمة كتابه «الطبقات الكبرى» الكثيرين من المشايخ الصوفية الكبار الذين أخرجوا من بلادهم، وفُسّقوا وكُفّروا مثل أبي يزيد البسطامي، وذي النون المصري، وسمنون، وسيد الطائفة الجنيد، والحكيم الترمذي، وأبي مدين المغربي، وغيرهم الكثيرين الكثيرين (٣).
وذكر ماسنيون سبب سخط الفقهاء وغضبهم على المتصوفة حيث قال:
" ولكن الفقهاء والمتكلمين أسخطهم أن يروا أناسًا يتحدثون عن نشدان الضمير، ويحتكمون إلى قصائد الباطن، في حين أن شريعة القرآن تحاسب على الأعمال الظاهرة، وتعاقب الناس على آثامهم، ولا حيلة لها مع النفاق في الدين، ولذلك حاولوا أن يبينوا أن حياة الصوفية لا محالة مفضية بهم إلى الزيغ ".
وعن مثل هؤلاء قال الله ﷿:
﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ
(١) «التدبيرات الإلهية» لابن عربي ص١١٣ ط مطبعة بريل ليدن ١٣٣٦هـ، أيضًا «درر الغواص» للشعراني ص٣٢٠ بهامش «الإبريز» للدباغ طبعة قديمة مصر، أيضًا «اليواقيت والجواهر» للشعراني ص٢٥ ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة. (٢) «الطبقات الكبرى» للشعراني. (٣) المصدر السابق.
1 / 156