Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
غير مسطور في القرآن ولا مذكور في السنة، فهم يعملون حسب ما يلهمون، ويقولون حسب ما يكشف لهم مثل ما ينقل عبد القادر أحمد عطا عن الشعراني أن " الأولياء لهم علوم يتداولونها فيما بينهم لم يسطر في الكتاب، ولم يطرق سمع أحد علم منها، وهي كثيرة " (١).
وبمثل ذلك قال الأستاذ مصطفى عبد الرزاق المتعاطف على التصوف والمتصوفة:
" وأهل التصوف يؤثرون العلوم الإلهامية دون التعليمية، ويعدونها المعرفة الحقيقية والمشاهدة اليقينية التي يستحيل معها إمكان الخطأ.
ولذلك لم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون، والبحث عن الأقاويل والأدلة، بل قالوا: إن الطريق إلى تحصيل تلك الدرجة بتقديم المجاهدة، ومحو الصفات المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى. فطريق الصوفية يرجع إلى تطهيرٍ محضٍ وجلاء ومحاسبة للنفس، ثم استعداد وانتظار للتجلي " (٢).
وعلى ذلك قال الشعراني:
" لا ينبغي لأحد أن يبادر إلى الإنكار على من أمره شيخه بحلق اللحية - بعد ما ذكر حكاية غريبة عن الشيخ عبد الغفار القوصي - أن بعض الأولياء كان جالسا يعظ الناس، فنزل من الكرسي وضرب شخصًا على رأسه من السامعين، ثم رجع إلى الكرسي فقال فقيه: هذا حرام عليك، أيش عمل هذا حتى تضربه؟
فقال المضروب: أنا أستحق ذلك، لأني اغتبت في نفسي وليًا من الأولياء المدفونين فضربني تعزيرًا، فخجل ذلك الفقيه من الشيخ، ثم إنه نزل وضرب شخصًا آخر، فسألوه عن ذلك. فقال: إنه خطر في نفسه أنه أفضل من العلماء الحاضرين. وقال له: كيف تفضل نفسك؟ أما علمت أن ذلك ذنب إبليس الذي أخرج به من الجنة؟ فقال
(١) انظر مقدمة كتاب «الطبقات الصغرى» لعبد الوهاب الشعراني عبد القادر أحمد عطا ص ١٠ الطبعة الأولى القاهرة ١٩٧٠. (٢) «التصوف» مقال مصطفى عبد الرزاق عن التصوف ص٦٩ بيروت ١٩٨٤م.
1 / 152