Studies in Philology
دراسات في فقه اللغة
خپرندوی
دار العلم للملايين
د ایډیشن شمېره
الطبعة الأولى ١٣٧٩هـ
د چاپ کال
١٩٦٠م
ژانرونه
المعكوسة والألفاظ المماتة أو المهملة.
وأما ابن فارس فيستهل "مقاييسه" في أول كتاب الهمزة بقوله:
"باب الهمزةن في الذي يقال له المضاعف"١، فيبدأ بـ"أبّ" ويذكر أن للهمزة والباء في المضاعف أصلين، أحدهما المرعى، والآخر القصد والتهيؤ، ثم يتبع هذه المادة بالمستعملات من المضعَّفَات بعدها، نحو: "أتَّ"٢، "أثَّ"، "أجَّ"٣، "أحَّ"٤، "أخَّ"٥، إلى آخر الهجاء العربي، مما يراجع في موضعه.
وإذا كان الثلاثي المضعف -في الأمثلة التي ذكرها ابن دريد وابن فارس وأمثالهما- صورة ثنائية غير صريحة ولا مباشرة، فإن من الممكن أحيانًا أن نرد الثلاثي إلى أصل ثنائي صريح "متحرك فساكن" في حكاية بعض الأصوات الطبيعية٦ -وهي قليلة محفوظة مثل: طَقْ، دَقْ، لَبْ- فمنها: طرق ودلق ولزب، وهي تخلو من التضعيف في آخرها، كما تخلو من حروف اللين٧ في وسطها، ونرى مع ذلك أن حروف اللين -لضعفها- لو وجدت فيه لا تخرجها عن ثنائيتها مثل "غاق" وشيب وعيط"٨.
١ المقاييس ١/ ٦. ٢ نفسه ١/ ٧. ٣ نفسه ١/ ٨. ٤ نفسه ١/ ٩. ٥ نفسه ١/ ١٠. ٦ لكن رد الثلاثي المضعف إلى أصل ثنائي صريح يحكي صوتًا طبيعيًّا، ليس يقاس عليه لدى أكثر العلماء؛ لأن حكايات الأصوات ليست أصولًا، والقياس لا يكون إلّا في الأصول. المقاييس ١/ ٣٦٢-٣٣، وقارن بما ذكره هناك حول أه وآء. ٧ سنرى أن أحرف اللين هي الألف الساكنة ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسورة ما قبلها، وتسمى أيضًا أحرف مد، وجوفية، وهوائية. ٨ الاشتقاق "لعبد الله أمين" ١٢٨، ولفظ "غاق" حكاية صوت الغراب، وشيب: حكاية صوت مشافر الإبل عند الشرب، وعيط من العطعطة: وهي تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب.
1 / 161