155

Studies in Jewish and Christian Religions

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

ایډیټر

-

خپرندوی

مكتبة أضواء السلف،الرياض

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وخاصة في القدس قضاءًا شبه تام بسبب ثورتهم ضد الرومان١.
ولاشك أن عملية القتل والإبادة هذه قد طالت أكبر عدد من النصارى في ذلك التاريخ، لأنه لم يكن هناك فرق بين اليهودي والمتنصر إبان تلك الفترة، كما أن البلاء والقتل والإبادة كان شبه عام لجميع المناطق التي يتواجد فيها اليهود في فلسطين خاصة والمناطق المجاورة لها.
ومن هنا فإن الحديث عن تلك الفترة فيه عسر واضح، إذ أنها حلقة مجهولة في تاريخ النصرانية، حتى إن نهاية أتباع المسيح ﵇ وكذلك بولس تعتبر مجهولة٢ بسبب ذلك البلاء الطويل الذي حل باليهود متتابعًا متلاحقًا من قبل الرومان، منذ رفع المسيح ﵇ إلى تدمير تيطس لبيت المقدس سنة ٧٠م، ثم استمر البلاء على من بقي منهم إلى التدمير الثاني في عهد الإمبراطور "أدريان" حيث تجمع مجموعة من اليهود وأمروا عليهم رجلًا يسمى "بركوكبا" وزعموا أنه المسيح المنتظر فخرج بهم على الرومان، فما كان من الإمبراطور الروماني "أدريان" حوالي عام ١٣٠م إلا أن أرسل حملة كبيرة وأمرها بتدمير جميع المحلات التي يمرون عليها، محلًا، محلًا، واستمر في ذلك سنتين حتى دمر بلاد اليهود، وقضى عليهم، وأعاد تدمير بيت المقدس وبنى محله هيكلًا للمشتري، معبود الرومان في ذلك الوقت، وحرم على اليهود الدخول إلى بيت المقدس إلا يومًا واحدًا في السنة بعد دفع غرامة مالية كبيره٣.

١ انظر تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم ص ٣٨٠-٣٨٣.
٢ انظر تاريخ المسيحية ١/٣.
٣ انظر تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم ص ٣٨٧.

1 / 181