19

Student of Knowledge Between the Trust of Endurance and the Responsibility of Performance

طالب العلم بين أمانة التحمل ومسؤولية الأداء

خپرندوی

غراس

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

استدر العلم ولا استجلب بمثل العمل. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾ [الحديد ٢٨] "١. وأما المرتبة السادسة: وهي نشره وتعليمه. وقد قيل: "ما صينَ العلم بمثل العمل به وبذله لأهله"٢. وقال ابن القاسم: "كنا إذا ودَّعنا مالكًا يقول لنا: اتقوا الله وانشروا هذا العلم وعلموه ولا تكتموه"٣. وعن أبي حاتم الرازي قال: "نَشْرُ العلم حياته، والبلاغ عن رسول الله ﷺ رحمة، يعتصم به كل مؤمن، ويكون حجة على كل مقر به وملحد"٤. وحرمان العلم من هذه الوجوه الستة: أحدها: ترك السؤال الثاني: سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع. الثالث: سوء الفهم. الرابع: عدم الحفظ. الخامس: عدم نشره وتعليمه، فإن من خزن علمه، ولم ينشره، ولم يعلِّمْه ابتلاه الله بنسيانه وذهابه منه جزاء من جنس عمله، وهذا أمر يشهد به الحس والوجود. السادس: عدم العمل به فإن العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيه، فإذا أهمل العمل به نسيه.

١ مفتاح دار السعادة (١/١٧٢) . ٢ جامع بيان العلم وفضله ١/٤٩٦ رقم٧٨٩. ٣ نفس المصدر ١/٤٩٢ رقم٧٨١. ٤ شرف أصحاب الحديث ص ١٧.

المطلب الثّالث: آداب طالب العلم على طالب العلم أن يراعي جملة من الأمور يتحلى بها في سلوكه سبيل العلم ومن بينها: أولًا: حسن النية في طلب العلم: بأن يقصد به وجه الله - تعالى - والعمل به وإحياء الشريعة وتنوير قلبه وتحلية باطنه، والقرب من الله - تعالى - يوم القيامة، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه وعظيم فضله. قال سفيان الثوري: "ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نيتي"١.

١ الجامع للخطيب ١/٤٩٤ رقم ٦٩٩.

1 / 22