Student of Knowledge Between the Trust of Endurance and the Responsibility of Performance

Muhammad ibn Khalifa Al-Tamimi d. Unknown
11

Student of Knowledge Between the Trust of Endurance and the Responsibility of Performance

طالب العلم بين أمانة التحمل ومسؤولية الأداء

خپرندوی

غراس

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

المبحث الثاني: السبيل إلى تحمل العلم الشرعي المطلب الأول: حاجة طالب العلم إلى الذكاء والزكاء ... المطلب الأوّل: حاجة طالب العلم إلى الذّكاء والزّكاء لو نظرت في أصناف طلبة العلم لوجدتهم لا يخرجون عن أحد أصناف ثلاثة: صنف أوتي ذكاء وفهمًا، مع زكاء نفس وحسن سريرة، فحَمَلَهُ ذكاؤه على الجد في طلب العلم والسعي في تحصيله، وحَمَلَهُ زَكَاءُ نفسه وطُهْرُها على العمل بهذا العلم وتطبيقه. وصنف ثاني: أوتي ذكاء ولم يؤت زكاء، فحمله ذكاؤه على حفظ العلم وتحصيله، ومنعه زكاؤه من العمل به وتطبيقه وهذا علمه حجّة عليه لا حجّة له يوم القيامة. وصنف ثالث: حرم الأمرين معًا، فليس عنده ذكاءٌ يحصل به العلم وليس عنده زكاءٌ يطبق به العلم. وهذه الأصناف الثلاثة ذكرها النبي ﷺ في الحديث الثابت عنه في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ أنَّه قال: "إن مثل ما بعثني الله به ﷿ من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله منها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله به فعَلِمَ وعلّمَ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" ١. وفي هذا الحديث شبّه النبي ﷺ العلم الذي جاء به بالغيث لأن كُلًاّ من العلم والغيث سبب الحياة، فالغيث سبب حياة الأبدان والعلم سبب حياة القلوب، وشبه القلوب بالأودية وكما أن الأرضين ثلاثة بالنسبة إلى قبول الغيث:

١ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٧٩)، ومسلم في صحيحيه (رقم ٢٢٨) .

1 / 14