Struggle with Atheists to the Core
صراع مع الملاحدة حتى العظم
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الخامسة
د چاپ کال
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
مفتوح لكل الناس، إذ يمتحن الله بها إرادتهم وسلوكهم في الحياة، ليبلوهم أيهم أحسن عملًا.
فإذا قال الملحد: ولِمَ لا تكون المادة الأولى لهذا الكون (كالسديم مثلًا) قديمة أزلية غير حادثة، تنطلق منها التحولات ثم ترجع إليها التحولات؟
فإن جوابه يأخذه من هذا الكون نفسه، وما فيه من صفات وخصائص.
إن هذا الكون يحمل دائمًا وباستمرار صفاته حدوثه، تشهد بهذه الحقيقة النظرات العقلية المستندة إلى المشاهدات الحسية، وتشهد بها أيضًا البحوث العلمية المختلفة في كل مجالات من مجالات المعرفة، والقوانين العلمية التي توصَّل إليها العلماء الماديون.
وإذا ثبت أن هذا الكون حادث له بداية وله نهاية كان لا بد له من علة تسبب له هذا الحدوث، لاستحالة تحول العدم نفسه إلى وجود، أما ما لا يحمل في ذاته صفات تدل على حدوثه فوجوده هو الأصل، ولذلك فهو لا يحتاج أصلًا إلى موجد يوجده، وكل تساؤل عن سبب وجوده تساؤل باطل منطقيًا، لأنه أزلي واجب الوجود، وليس حادثًا حتى يُسأل عن سبب وجوده.
ولو كانت صفات الكون تقتضي أزليته لقلنا فيه كذلك، لكن صفات الكون المشاهدة والمدروسة تثبت حدوثه.
وهنا تكمن مغالطة الملحد، إذ أراد أن يجعل الكون أزليًا، مع أن البراهين تثبت أنه حادث، وذلك ليتخلص من الضرورة العقلية التي تلزم بالإيمان بوجود خالق لهذا الكون الحادث، لأن الحدوث من العدم المطلق دون سبب موجود سابق عليه مستحيل عقلًا.
أما البرهان على أن هذا الكون حادث وليس بأزلي فتقدمه لنا الأدلة العقلية الفلسفية القديمة، والقوانين العلمية الحديثة.
فالأدلة العقلية الفلسفية تثبت لنا حدوث العالم من ظاهرة التغير الملازمة لكل شيء فيه، وذلك لأن التغير نوع من الحدوث للصورة والهيئة والصفات، وهذا
1 / 96