46

Struggle of Thought and Conformity

صراع الفكر والاتباع

خپرندوی

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

د خپرونکي ځای

الجيزة - مصر

ژانرونه

إما اتباع، وإما ابتداع: فكل من تفرق واختلف كان على غير طريق أصحاب النبي ﷺ. يبين هذا بوضوح تَامٍّ قوله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ عَمِلَ بِسُنَّةِ غَيْرِنَا» (١). ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٦]. فكل من عمل بسنة غير السلف فليس على طريقهم بنص الحديث، ومن لم يكن على طريقهم كان على «سبل الشيطان»، كما فسر ذلك رسول الله ﷺ في رواية للحديث عند أحمد (٢). قال الإمام الشاطبي في تفسير قوله تعالى: ﴿ولا الضالين﴾: «ولا يبعد أن يقال: إن «الضالين» يدخل فيه كل من ضَلَّ عن الصراط المستقيم، سواء كان من هذه الأمة أو لا، فقوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ عام في كل ضال؛ كضلال الفرق المعدودة على الإسلام». وقال شيخ الإسلام في شرح حديث السبل: «وإذا تأمل العاقل -الذي يرجو لقاء الله- هذا المثالَ الذي ضربه رسول الله ﷺ، وتأمل سائر الطوائف من الخوارج، ثم المعتزلة، ثم الجهمية، والرافضة، ثم الكرامية، والكلابية، والأشعرية، وغيرهم (من الطوائف المعاصرة)، وأن كلًّا منهم

(١) أخرجه الطبراني في الكبير (ج ١١ رقم ١١٣٣٥)، والديلمي في مسنده (رقم ٥٣٠٩)، وحسنه شيخنا في صحيح الجامع. (٢) (١/ ٤٣٥) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود ﵁، وهذا سند لا بأس به إن شاء الله.

1 / 46