43

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

خپرندوی

دار عمار للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

ژانرونه

فقال: يا أبا بكرٍ، لعلّك أغضَبْتَهُم؟ لئن كُنْتَ أغضبْتَهُم لقدْ أغْضَبْتَ رَبَّكَ، فأتاهُم أبو بكر، فقال: يا أخوتاه، أغْضَبْتُكم؟! قالوا: لا. يغْفرُ اللهُ لكَ يا أَخي " (^١). وانظر كيف يخبر النَّبيُّ - ﷺ - أنّ أبا بكر الصّديق - خير من طلعت عليه الشّمسُ من الرّجال بعد النّبيّين - إن كان أغضب أحدًا من الصّحابة فقد أغضب ربَّه! فما بالك بمن يَسُبُّ الصّحابة وهو ليس واحدًا منهم! المغايرة في الجزاء بين أذى الرّسول - ﷺ - وأذى غيره قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (٥٨)﴾ [الأحزاب]. انظر كيف غاير الله تعالى وخالف في الجزاء بين أذى الرّسول وأذى غيره من المؤمنين والمؤمنات! فرتبة المؤمنين والمؤمنات دون رتبة النَّبيِّ - ﷺ - وأذى النَّبيِّ - ﷺ - ليس كأذى أَحَدٍ من النّاس، فتدبّر حكم الاستهزاء بالنَّبيِّ - ﷺ - ـ لمّا توجّه النَّبيُّ - ﷺ - إلى تبوك وكان معه ثلاثون ألفًا من أصحابه ﵃، وإذ بجماعة من المنافقين ومرضى القلوب يهزؤون بالنَّبيِّ - ﷺ - ويسخرون منه، فذهب النَّبيُّ - ﷺ - إليهم يسألهم عن ذلك، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ﴾ يا أيّها الرّسول عن استهزائهم وهم سائرون إلى تبوك ﴿لَيَقُولُنَّ﴾ معتذرين ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ في الحديث لنقطع به الطّريق ﴿قُلْ﴾ لهم: ﴿أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ... (٦٦)﴾ [التوبة].

(^١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٨/ج ١٦/ص ٦٦) كتاب فضائل الصّحابة.

1 / 44