188

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

خپرندوی

دار عمار للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

ژانرونه

أن يشقّ عَصَاكم أو يفرّق جماعتكم، فاقتلوه " (^١).
وهذا ممّا لا يخفى على الصّحابة ﵃، الّذين لم يكن هناك من هو أشدّ منهم تعظيمًا لأمر الله ورسوله، ولو كان ذلك كذلك لما كان معاوية ﵁ معتقدًا أنّه على الحقّ ولا الصّحابة الّذين معه، ونِسْبَة ذلك إلى الصّحابة تخطئة لهم.
ثمّ إنّه لم يَرِدْ من طريق صحيح ولا ضعيف أنّ عليًّا كان يريد عزل معاوية ﵁ عن إمرة الشّام.
الثّاني: هذه الرّواية كغيرها من الرّوايات الباطلة تصوِّر الصَّحابيَّ الجليل عمرو بن العاص ﵁ أنّه مخادع وغادر، وأنّ أبا موسى الأشعريّ ﵁ مغفّل جاهل لا يعرف بالقضاء، أستغفر الله وأتوب إليه؛ فإنّ هذه الكلمات لا يطاوعني قلمي على تسجيلها، فكيف يستقيم هذا وأبو موسى كان واحدًا من القضاة الفقهاء، فقد رُوي عن مسروق قوله: " القضاةُ أربعة: عمر، وعليّ، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري ﵃ " (^٢).
وقال الحافظ في ترجمته لأبي موسى: " .... واسمه: عبد الله بن قيس: استعمله النَّبيُّ ﷺ على بعض اليمن، واستعمله عمر على البصرة بعد المغيرة، افتتح الأهواز ثمّ أصبهان، ثمّ استعمله عثمان على الكوفة " (^٣).
وقد فَقَّه أبو موسى الأشعريّ ﵁ أهل البصرة، وأقرأهم القرآن، حتّى قال الحسن: " ما قَدِمَ البصرة راكبٌ خير لأهلها من أبي موسى الأشعري " (^٤).
فهو الفقيه العالم بالقرآن والسُّنَّةِ، حسن الصّوت بالقرآن، روى مسلم عن عبد الله ابن بُرَيْدَة عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: " إنّ عبدَ الله بن قيس أو الأشعري أُعطي

(^١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٦/ج ١٢/ص ٢٤٢).
(^٢) الحاكم " المستدرك " (ج ٣/ص ٤٦٥) كتاب معرفة الصّحابة.
(^٣) ابن حجر " الإصابة " (م ٢/ج ٤/ص ١٢٠/رقم ٤٨٨٩).
(^٤) الحاكم " المستدرك " (ج ٣/ص ٤٦٥) كتاب معرفة الصّحابة.

1 / 189