174

Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah

أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة

ژانرونه

عن أبي النضر (^١): أنه أخبره أنه قال لنافع (^٢) - مولى عبد الله بن عمر - إنه قد أكثر عليك القول: أنك تقول عن ابن عمر- أنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن قال نافع: كذبوا علي، ولكني سأخبرك كيف كن الأمر إن ابن عمر عرض المصحف يومًا، وأنا عنده حتى بلغ قوله ﷿: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾] البقرة:٢٢٣] قال: يا نافع، هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قال: قلت: لا. قال: إنا كنا معشر قريش نجبي النساء، فلما دخلنا المدينة، ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهُنّ مثل الذي نريد، فإذا هُنّ قد كرهن وأعظمن ذلك، وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود، إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾] البقرة:٢٢٣] (^٣). فكان في هذا الحديث عن ابن عمر أن نزول هذه الآية كان للمعنى المذكور نزولها فيه، لا لما سوى ذلك من إباحته لوطء، النساء في أدبارهن.

(^١) أبو النْضر هو: سالم بن أبي أمية القرشي التيمي، مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، وثقة الإمام أحمد بن حنبل، وغيره، وكانت وفاته سنة (١٢٩ هـ) (تهذيب الكمال - ٣/ ٩٢). (^٢) نافع هو: أبو عبد الله نافع مولى عبد الله بن عمر، وهو من كبار الصالحين التابعين، المشهورين بالحديث، وكانت وفاته سنة (١١٧ هـ) (وفيات الأعيان - ٥/ ٣٦٧). (^٣) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (حـ ٨٩٧٨ - ٥/ ٣١٥). والطحاوي في شرح معاني الآثار (حـ ٤٣٩٩ - ٣/ ٤٢)

1 / 174