121

Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah

أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة

ژانرونه

٢ - حديث حبيبة بنت أبي تجراه (^١) ﵂ قالت: (دخلت مع نسوة قريش دار آل أبي الحسين ننظر إلى رسول الله ﷺ وهو يسعى بين الصفا والمروة وإن مئزره ليدور في وسطه من شدة سعيه حتى إني لأقول: إني لأرى ركبتيه، وسمعته يقول: (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي). (^٢) فثبت بهذا الحديث أنه ﵊ سعى بين الصفا والمروة، وأمر أمته بالسعي بهما لأنه فرض من الله عليهم. وإذا ثبت أنه ﵊ سعى بين الصفا والمروة، فيجب علينا السعي بهما اتباعًا له، وامتثالًا لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [الأحزاب:٢١] وقوله: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران:٣١] ولقوله ﵊: " لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه". (^٣) والأمر للوجوب، وعليه فالسعي فرض لا يتم الحج والعمرة إلا به.

(^١) حبيبة بنت أبي تجراه: إحدى نساء بني عبد الدار، وهي (العبدرية): يقولون إنهم من الأزد حلفاء بني عبد الدار - صحابية جليلة. (الطبقات الكبرى لابن سعد - ٨/ ١٨٠). (^٢) أخرجه الدار قطني في سننه (حـ ٨٥ - ٢/ ٢٥٥) وأحمد في مسنده (٦/ ٤٢١) والطبراني في المعجم الكبير (حـ ٥٧٤ - ٢٤/ ٢٢٦). (^٣) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب استحباب رمي جمرة العقبة (حـ ٣١٢٤ - ٩/ ٤٩)، وأبو داود في سننه - كتاب المناسك - باب في رمي الجمار - (حـ ١٩٧٠ - ٢/ ٤٩٥).

1 / 121