وفي عام 1949 هرب من روسيا رجل من أقارب ستالين كان اسمه «جوزيف سفانيدز»، ولجأ إلى السويد، وفي استكهلم أطلق الرجل لسانه بالحديث عن ستالين وحياته الخاصة، وكان من بين ما قاله الرجل أن روزا كاجانوفيتش كانت زوجة غير شرعية لستالين، وأن ستالين كان يحب تغيير النساء من آن لآخر ...
وقال سفانيدز: إن ستالين الجيورجياني يؤمن كسائر أهالي القوقاز بمثل يؤمنون به، وهو أن المرأة يجب أن تكون بالنسبة للرجل كالقمر بالنسبة للشمس؛ أي إنها يجب أن تستمد منه السلطة كما يستمد القمر الضوء من الشمس، ويتبعها في حركتها، ويتأثر بها في كل شيء ... وفي عبارة أخرى: إن الرجل يجب أن يكون كل شيء بالنسبة للمرأة!
وقد أشار سفانيدز إلى أن صلة ستالين «بالزوجة» الثالثة روزا كاجانوفيتش لم تدم إلى أبعد من عام 1936؛ لأن قلب ستالين كان قد علق بحب امرأة أخرى صغيرة السن، كما أنه كان قد سئم روزا.
وفي هذه المرة أشار ستالين بالاكتفاء «بتسريح» روزا كاجانوفيتش، وكان من أهم الشروط التي تؤخذ عليها في مثل هذه الحالة الصمت التام. •••
كان ستالين إذ ذاك قد بلغ السابعة والخمسين من عمره، وكانت المحبوبة الجديدة سيدة صغيرة السن في الخامسة والعشرين من عمرها اسمها «مارينا راسكوفا»، وكان ستالين قد رآها لأول مرة في عام 1933 عندما قدمت إليه على رأس فريق من الطيارين الروس كانوا قد اعتزموا القيام بمحاولة للوصول إلى القطب، وكانت مارينا راسكوفا قد نشأت في منطقة بحر أزوف، وهي قريبة من مسقط رأس ستالين، ولعل ذلك كان من الأسباب التي قربتها إلى قلبه ...
واشتد إعجاب ستالين بجسم مارينا القوي، وقوامها الفارع، فصحبها إلى قصر «سوتشي» وهو المصيف الذي كان يفضله على غيره، وأمضى معها وقتا طيبا لم ينشغل فيه ستالين بغير النزهة في البحر والتودد إلى مارينا، وكثيرا ما رآهما سكان هذه المنطقة معا وهما يستقلان قارب ستالين الخاص الذي كان اسمه «النسر» وقد ارتسمت على وجه كل منهما أمارات السعادة ...
ولما عاد بعد ذلك إلى موسكو نمت الصداقة بين مارينا وابنة ستالين التي كان يؤثرها على غيره من أبنائه واسمها «سفيتلانا» ...
وفي أواخر شهر أبريل من عام 1937 استدعى ستالين الماريشال فوروشيلوف، وكان موضع سره في ذلك الوقت، وصارحه بأنه قرر الزواج من مارينا، كما أخبره أن هذا الزواج لا يهم أحدا غيره - أي: غير ستالين - ولذلك فإنه لا يريد أن يسمع به أحد ...
وذكر سفانيدز قريب ستالين الهارب أنه كان أحد القلائل الذين شهدوا حفل زواج ستالين الجديد، وأنه كان من بين الذين شهدوه كذلك بولجانين وفوروشيلوف ومولوتوف، وقام بالإجراءات الإدارية الخاصة بالزواج من تسجيل العقد وما يتصل به موظفان انتدبا لهذا الغرض.
وفي المساء أقيمت حفلة صغيرة شهدها خاصة أصدقاء ستالين، وكان ستالين رائق المزاج في تلك الحفلة وبدت عليه أمارات السعادة، حتى إنه طلب من «ميكويان» أن يروي بعض النكت والقصص الفكاهية ...
ناپیژندل شوی مخ