فقلت: لا أعتقد أن أي رئيس للولايات المتحدة سيعيد ارتكاب الخطأ الذي وقع فيه الرئيس ويلسون في أعقاب الحرب العظمى، فلا يتشاور مع الكونجرس في شأن مفاوضات السلم، بل الواقع أن وزير الخارجية، هل، قد استشار الكونجرس بالفعل في أهداف ما بعد الحرب.
فقال ستالين: هذه معلومة هامة!
ثم استطرد قائلا: إن الروس يعتقدون بالطبع أن للصناعة والتجارة شأنا حيويا في علاقاتنا بعد الحرب، على أن للعلاقات السياسية شأنا يعادله. إن القروض والاتفاقات الاقتصادية لا يمكن عدها مستقلة تمام الاستقلال عن الحكومة، ولهذا كان من الأهمية بمكان عند إعداد المشروعات أن تلاحظ فيها صفة الاستمرار، ويجب أثناء الحرب أن تقرر السياسة الخارجية كل شيء، وأن تخضع السياسة الداخلية لمقتضيات الحرب ما دامت مستمرة.
ونظرت إلى الساعة فإذا بها قد بلغت الحادية عشرة والربع مساء، وكان قد مضى على بدء الحديث أكثر من ساعتين كاملتين.
صورة ستالين
وقلت له: يا ماريشال ستالين! إن لي رجاء قد لا يتفق مع قواعد «البروتوكول»، ولكنك تعرف أنني رجل أعمال لا رجل سياسة، وقد يبرر هذا إجابتي إلى طلبي؛ إنني أرجو أن تسمح لي بصورة عليها توقيعك ...
فأجاب ستالين: ولم لا؟ أتريدها صورة لي وحدي أو لنا نحن الاثنين؟
قلت: إنني سأغادر موسكو في الساعة الخامسة صباحا، وقد لا يتسع الوقت لاستدعاء أحد المصورين.
ولكنه تجاهل ملاحظتي ونهض، ثم أدار زرا كهربائيا في الحائط غمر القاعة بالضوء الساطع، ثم ضغط على زر خلف مقعده ففتح الباب وظهر ضابط ألقى إليه الماريشال ستالين بكلمات موجزة لم يكد ينتهي منها حتى دخل الغرفة في الحال ضباط آخرون يحملون أنوارا كشافة وآلات التصوير ...
ووقف ستالين أمام مكتبه وأشار إلي أن أقف بجانبه، فاقترحت أن يظهر مستر هاريمان كذلك في الصورة، فدعاه الماريشال، وعندما وقف هاريمان إلى يسار ستالين وأنا إلى يمينه، قال هاريمان مداعبا: لعلها أول صورة لك وأنت بين جمهوري وديمقراطي!
ناپیژندل شوی مخ