سلامة الصدر
سلامة الصدر
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
٢١ - إصلاح ذات البين من أعظم الأسباب للسلامة من الضغائن، والأحقاد، والقطيعة والشحناء؛ لما في ذلك من الفضل العظيم؛ ولهذا الفضل قال الله ﷿: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (١). وقال ﷿: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ (٢). وقال ﷿: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (٣). وقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ (٤). وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «كلُّ سُلامَى (٥) من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه
_________
(١) سورة النساء، الآية: ١١٤.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ١.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٢٨.
(٤) سورة الحجرات، الآية: ١٠.
(٥) السُّلامي: جمع سُلامية، وهي الأنملة من أنامل الأصابع، وقيل: واحده وجمعه سواء، ويجمع على سلاميات، وهي التي بين كل مفصلين من = = أصابع الإنسان، وقيل: السلامى كل عظم مجوف من صغار العظام: والمعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. [النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع اللام (٢/ ٣٩٦)]، ويوضح هذا حديث عائشة ﵂ ترفعه: «إنه خلق كل إنسان من بنى آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله ﷿، وعزل حجرًا عن طريق الناس أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس، وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار» [مسلم برقم ١٠٠٧].
1 / 62