الأقفاص وقلبها رأسا على عقب والابتعاد بعد ذلك وبعد منتصف الليل أمرهم بالتقدم فتقدموا على نحو ما اتفقوا عليه إلى أن وضح النهار ولما ارتفعت الشمس في الأفق طلع اللصوص عليهم من ثلاثة جوانب وحملوا على القافلة وسيوفهم مشروعة فكر الأمير عليهم مرتين أو ثلاثا ورماهم ببضعة سهام ثم أطلق ساقيه للريح أما الراجلون ففروا حين رأوا اللصوص ولحق الأمير بهم على بعد نصف فرسخ حيث جمعهم في مكان واحد هناك
لما رأى اللصوص قلة عدد أفراد الحامية وفرارهم وانهزام أفراد القافلة أخذتهم الغبطة فجعلوا يفتحون الأحمال باطمئنان تام ويعبثون بالبضائع فلما وصلوا إلى التفاح أخذوا يتساقطون عليه ويغيرون ويأكلون بنهم وشره ويناولون كل من لا يستطيع الوصول إليه وقلة أولئك الذين لم يأكلوا منه وبعد ساعة بدأوا يتساقطون واحدا تلو الاخر ويموتون
وبعد مضي ساعتين وقف الأمير على نشز من الأرض وحيدا ينظر إلى القافلة واللصوص فإذا الادميون يملأون الصحراء بعد أن تساقطوا فنزل والفرحة تغمره وقال يا قوم أبشركم بوصول مدد السلطان محمود وقتلهم اللصوص الذين لم يبق منهم أحد هيا بنا أيها الليوث ننقض عليهم لنقتل بقيتهم واتجه برجاله نحو القافلة وتبعهم الراجلون بسرعة فلما وصلوا إلى مكان القافلة وجدوا الصحراء تغص بالموتى الذين ألقوا باسلحتهم من تروس وسيوف وسهام وقسي أما من ظلوا أحياء منهم فلما رأوا العسكر لاذوا بالفرار لكن الأمير ومعه الراجلون مضوا في أثرهم وظلوا يطاردونهم على مدى فرسخين ولم يعودوا إلا بعد ان أفنوهم جميعا بحيث لم ينج من بينهم أحد ينقل إلى ولايتهم أخبار ما حدث
ثم أمر الأمير بجمع أسلحة اللصوص التي بلغت عدة أحمال وتقدم بالقافلة مرحلة أخرى دون أن يلحق أدنى ضرر بأحد من أفرادها بل كادوا لفرحهم يخرجون من جلودهم وكان بينهم وبين أبي علي الياس اثنا عشر فرسخا فقط فأرسل إليه الأمير الغلمان العشرة بخاتم السلطان محمود على جناح السرعة لإخباره بما حدث
ولما وصل الخاتم إلى أبي علي توجه فورا بجيشه الذي كان على أهبة الاستعداد إلى
مخ ۱۰۶