211

سیاست نامه یا سیر الملوک

سياست نامه أو سير الملوك

پوهندوی

يوسف حسين بكار

خپرندوی

دار الثقافة - قطر

د ایډیشن شمېره

الثانية، 1407

ثم شرع أنوشروان يرسل الرجال عشرين عشرين وثلاثين ثلاثين إلى القصر الاخر حيث كان يتولاهم رجاله فيأخذونهم إلى الميدان والسراي الصغير فيه ثم يلقون بهم في الحفر ويهيلون عليهم التراب إلى أن أهلكوا جميعهم بعد أن ألقوا جميعهم في الحفر قال أنوشروان لأبيه ومزدك لقد ألبس الرجال الخلع جميعا ووقفوا في الميدان بانتظام ألا تنهضان لإلقاء نظرة عليهم فستريان زينة لم تريا أجمل منها قط ونهض قباذ ومزدك كلاهما وصار إلى القصر الاخر ثم إلى الميدان والسراي الصغير وسرح مزدك نظره فلم ير على أرض الملعب في شتى أرجائه سوى أرجل تتمايل في الهواء حينئذ التفت أنوشروان إلى مزدك وقال ليست ثمة خلع أحسن من هذه نخلعها على جيش أنت قائده لقد جئت لتبديد أموال الناس وثرواتهم وهتك نسائهم ونزع الملك من بيتنا

ولما كانت قد اقيمت بامر أنوشروان دكة عالية وحفرت حفرة في مقدمة الميدان أمر بأن يساق مزدك إلى الدكة ويلقى في الحفرة إلى صدره واقفا على رجليه وصدره ظاهر وصب الجص من حوله في الحفرة ليظل مصلوبا منتصبا فيه ثم قال أنوشروان انظر الان إلى ابتاعك وسرح نظرك فيهم قال لأبيه أرأيت رأي العقلاء وتدبيرهم ان مصلحتك الان في أن تلزم القصر مدة إلى أن يسكن عن الجيش والرعية الغضب لأن منشأ هذا الفساد ضعف رأيك وتدبيرك

وأجلس أنوشروان أباه في القصر وأمر بإخلاء سبيل القرويين الذين أحضروا لحفر الحفر وبفتح بوابة الميدان لتدخل جموع الجيش والناس للتفرج والمشاهدة فأخذت الجموع تنتف لحية مزدك وشاربه إلى أن فارق الحياة ثم وضع أنوشروان والده في السلاسل والأغلال واستدعى إليه أرباب الدولة وعظمائها ثم تبوأ العرش بالحجة والحق وأطلق يده في العدل والبذل وظلت هذه الواقعة ذكرى من ذكرياته

مخ ۲۵۳