علمه بهذا منها ، وفهمه لهذا (1) من الخبر عنها ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تم نصف الكتاب
واعلموا أن القلوب كالآنية المصدوعة ، فيما (2) تنازع إليه من غرائزها المطبوعة ، فإن لم يرهم (3) مصدوعها ، لم يصح مطبوعها ، على بنية اعتداله ، فيما فطرها الله عليه من كماله ، فزموها (4) بالعلم بكتاب الله وتنزيله ، والوقوف على محكم تأويله ، ففي ذلك لها تقويم وتعديل ، وهداية ونور ودليل ، على منهاج خالص الطريق المساير (5) لها في حب الله وطاعته ، وما أوجب الله على العباد من أثرته وعبادته ، وبكتاب الله يتجلى عن القلوب ظلم الحيرة ، وبلطيف النظر فيه يدرك حقائق العلم أهل البصيرة ، وبسبل (6) الله فيه المطرقة ، تكون هدايات المتقين في الثقة ، من نيل (7) الغايات القصوى ، وبلوغ الدرجات (8) العلى.
وقد زعم بعض أهل الحيرة والنقص ، ومن لا يعرف عين النجاة والتخلص ، أن الإلطاف في النظر ، يدعو صاحبه إلى الخيلاء والبطر ، وإنما يكون ذلك كذلك عند من يريده للترؤس ، لا لما فيه وما جعله الله عليه من حياة الأنفس ، فانفوا مثل هذا عن ضمائركم ، وسدوا ثلمة عيبه في (9) سرائركم.
واعلموا أن البحر لا يجاز يقينا بتا إلا بمعبر ، وأنه يحتاج الشجاع المحارب السلاح
مخ ۳۴۷