عربي خلقي قصې او ملحمې
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرونه
وما هذه الطلائع الإسلامية سوى شخوص وأبطال هذه السيرة الفلسطينية لسكان الثغور، غزة ويافا وحيفا وعكا المقاتلة البطلة على طول تاريخها.
وتنتهي أحداث هذه السيرة في عصر الخليفة العباسي الواثق بالله، برغم أنه يرد ضمن أحداثها وعلى لسان راويها أن سيرة الأميرة الفلسطينية ذات الهمة كانت تروى بتمجيد شديد على الخليفة الواثق بالله العباسي، وأن ذلك الخليفة كان كثيرا ما يستوقف راويها مستفسرا عن أبطالها وأحداثها، تلك التي تؤرخ لحياة وبطولات تلك الأسرة الفلسطينية الحاكمة لذات الهمة كقائدة محاربة لعبت أهم الأدوار في الدفاع عن مطلع الدولة، أو الخلافة الإسلامية، كان البحارة الفلسطينيين كطلائع ساحلية بحرية كانوا على طول تاريخهم أكثر نبضا وتوقدا واستشعارا بالخطر الخارجي المتربص على الدوام ببلداننا العربية، سواء أكان الشرق الأوسط المعاصر، أو الأدنى القديم، أو ما يعرف بالعالم العربي بعامة، ومركزه الشام وفلسطين والجزيرة العربية.
وهو بالضرورة أمر طبيعي أن تجيء الطلائع البحرية الساحلية في لبنان وفلسطين أكثر استشعارا وترصدا للأخطار المحيطة ببلداننا العربية، عنها بالنسبة للبلدان والحضارات الزراعية أو البدوية الرعوية، حتى ولو من مدخل أن تلك الأخطار والغزوات لا بد وأن تجيء - في معظمها - بحرية.
وقبل أن نستطرد في سرد الوقائع والأحداث ذات الصبغة السياسية للكيان أو الأسرة الفلسطينية الحاكمة على أرض وتراب فلسطين، للحقبة أو العصر التاريخي الذي تؤرخ له السيرة، بدءا - على التقريب - من مطلع القرن الثامن الميلادي؛ نعود إلى أهمية وقضية هذه السيرة العربية الفلسطينية العملاقة، وللقارئ أن يتصور أن «سيرة الأميرة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب» ما تزال إلى أيامنا مخطوطة مفتقدة أو مهجورة منذ أن نسخها مؤلفها - أو أكثر مؤلفيها الحقيقيين - كتراث أو تاريخ شعبي أقرب إلى أن يكون فولكلورا من حيث الافتقاد للمؤلف اليقيني الفرد.
وبرغم حاجتنا الماسة إلى إعادة المعرفة العلمية اليقينية بتراثنا التاريخي، خاصة بالنسبة للوطن العربي السليب فلسطين، وما نشهده من تهويد وتغيير للمعالم، وجور مستعمر ضد كل حق وتاريخ سواء في فلسطين الأمس، أو لبنان اليوم؛ ما تزال هذه السيرة مخطوطة في عشرات الأجزاء المتتابعة التي تصل في مجموعها إلى 26 ألف صفحة من القطع المتوسطة، والنسخة الوحيدة المحفوظة بمكتبة الدولة ببرلين كمخطوطة، لم تصلها بعد المطبعة، وهي لهذا مصدر فخر لمكتبة برلين المركزية، واحتفى بها أشد احتفاء لإنقاذها من الدمار عقب الحرب الكونية الثانية الأخيرة.
59
هذا على الرغم من أنه كان لهذه السيرة الملحمية الفلسطينية الأصل والمنشأ، أكبر التأثير في مجمل الآداب البيزنطية منذ ما قبل القرون الوسطى،
60
كذلك نقلت أو هي ترجمت إلى الفارسية وإلى التركية منذ أوائل الغزو العثماني.
وعرفت باسم «سيد البطال» وهو اسم بطلها الخارق المحارب صاحب الألاعيب والخطط الحربية البارعة، التي أوصلت بطلة السيرة وشخصيتها المحورية «ذات الهمة» لأن تصل بمعاركها وانتصاراتها الحربية التاريخية إلى حد أسر الإمبراطور الروماني «ميخائيل» ودخولها على رأس الجيوش العربية الإسلامية - المتحالفة - إلى القسطنطينية لتصبح وتتوج إمبراطورة لفترة ليست طويلة - على أي حال - على القسطنطينية والإمبراطورية الرومانية بعامة.
ناپیژندل شوی مخ