============================================================
سم الدراسة الباب ا : المولف الفصل ا: بيئة الوسياني ولعل أهم شيء يلفت النظر هو ما تحصل عليه هؤلاء من التأثير الواضح من دخول فواج من الناس في دين الله سواء أكانوا من العامة أم من الخاصة علما بأن أغلب المؤلفين الآن يتجاوزون ذكر هذه المرحلة المبكرة إلى المراحل التالية كفترة المرابطين وغيرهاا وهذه الإشارات المبكرة مهمة جدا؛ فهي كما توجد عند الوسياني توجد عند أبي زكرياء أيضا.
لقد كان وصول الإباضية إلى تلك المناطق النائية مبكرا فلقد كانت الدولة الرستمية ( 160- 296ه/ 777- 909م). مهتمة بتأمين طرق القوافل فكانت ترسل الجنود معها لحمايتها، كما أفها قد حفرت الآبار في المناطق الداخلية في الصحراء(1) .
كما أفها كانت ها اتصالات ملوك غرب إفريقيا فوصلتهم هبات وهدايا سنية أرسلتها مع شخصيات معتبرة فتذكر المصادر الإباضية أن الإمام أفلح بن عبد الوهاب(2) بعث حمد بن عرفة ومعه هدية إلى ملك صوصو، وما كان منه إلا أن أبدى إعجابه به وبهديته وهيبته وججماله وبغروسيته إذا ركب الخخيل بين يديه وقال له ما معناه أنت حسن الوجه، حسن الهيئة والأفعال".(2) ويرى أبو الربيع سليمان الباروفي أنه في عهد أفلح بلغت التجارة السؤدد ومنتهى العز والترف، إلى حد ان بعض التجار صار يكتلك سوقا قائمة بنفسها واهم جلبوا التبر وضربوه دنانير لتعامل واتخذوه حليا(4).
و نجد الدرجيني يروي لنا كيف أدخل جده الشيخ أبو الحسن علي بن (1) داأحمد إلياس حسين: دور فقهاء الإباضية في إسلام مملكة مالي قبل القرن الثالث عشر الميلادي، مكتبة الضامريي، سلطنة عمان، ص 16.
(2) أفلح بن عبد الوهاب ثالث أئمة الرستميين من سنة 211ه- إلى 240ه.
(3) الباروني: الأزهار الرياضية، 233/2.
(4) الباروني أبو الربيع سليمان: مختصر تاريخ الإباضية، مكتية الاستقامة، تونس، 1357ه/1938م، ص42 .
92
مخ ۸۹