سر چې زما په فکر کې دی

محمد احمد شيخون d. 1450 AH
63

سر چې زما په فکر کې دی

سر يؤرقني

ژانرونه

قالت إيفا: «علينا أن نجد جذع شجرة والركوب عليه.» «يا إلهي، ستتجمد سيقاننا.»

علق عليها أحد الصبية الواقفين هناك على حافة المياه، قائلا: «يا إلهي، ستتجمد سيقاننا!» قالها بذلك الأنين الكريه الذي يصطنعه الأولاد لتقليد الفتيات مع أنه لا يشبه طريقة كلام الفتيات في شيء. كان أولئك الصبية الثلاثة جميعا في نفس فصل إيفا وكارول بالمدرسة، وكانتا تعرفانهم بالاسم: فرانك، بود، كلايتون؛ ولكن إيفا وكارول، اللتين رأتاهم وعرفتاهم من على الطريق، لم تتحدثا أو حتى تنظرا إليهم، بل لم تصدر عنهما أي إشارة تدل على ملاحظتهما لوجودهم. بدا أن الأولاد يحاولون صنع طوافة من قطع الخشب التي انتشلوها من الماء.

خلعت إيفا وكارول أحذيتهما وجواربهما وخاضتا في المياه، فوجدتا المياه باردة للغاية حتى إنها آلمت سيقانهما، فكانت كشرر كهربائي سرى عبر أوردتهما، ولكنهما واصلتا الخوض في المياه، رافعتين تنورتيهما لأعلى مع شدهما من الأمام مما أدى إلى تجسيم مؤخرتيهما؛ فصاح أحد الصبية: «انظروا إلى هاتين البطتين ذواتي المؤخرتين السمينتين.»

فضحك أحدهم، مرددا: «عاهرتان ذواتا مؤخرتين سمينتين.»

وبطبيعة الحال، لم تصدر عن إيفا وكارول أي إشارة تدل على سماعهما تلك السخرية، بل أمسكتا جذع شجرة وركبتا عليه، آخذتين معهما لوحين طافيين فوق الماء للتجديف. فدائما ما تطفو أشياء على سطح مياه الفيضان؛ من فروع وجذوع الأشجار وقضبان الأسيجة وعلامات الطريق وأخشاب قديمة، وأحيانا غلايات وأحواض غسيل وأوان ومقال، أو حتى مقعد سيارة أو كرسي محشو، وكأن الفيضان قد مر على مقلب نفايات.

أخذتا تجدفان مبتعدتين عن الشاطئ، متوجهتين إلى البحيرة الباردة. كانت المياه صافية تماما، حتى إنها تمكنهما من رؤية الحشائش البنية السابحة في القاع. تصورت إيفا أنهما تخوضان بحرا كذلك الذي غرقت تحته مدن وبلدان مثل جزيرة أطلانطس المفقودة. تصورت أنهما تركبان أحد قوارب الفايكنج - قوارب الفايكنج المبحرة في المحيط الأطلسي كانت أوهن بناء وأضيق مساحة من جذع الشجرة هذا المبحر في مياه الفيضان - وأسفلهما أميال من مياه البحر الصافية، ثم مدينة غارقة، لا تزال بحالها لم تمسسها يد من قبل كجوهرة لا مثيل لها في قاع المحيط. فعبرت إيفا عن أفكارها تلك، قائلة: «إنه أحد قوارب الفايكنج، وأنا النقش على مقدمته.» نفخت صدرها للأمام واشرأبت بعنقها محاولة الانحناء بجسمها راسمة الجدية على وجهها ومخرجة لسانها من فمها، ثم استدارت، ولأول مرة نظرت إلى الأولاد، صائحة في وجوههم: «أيها الأوغاد! إنكم تخشون المجيء إلى هنا، فعمق المياه عشرة أقدام!»

أجابوها دونما اهتمام: «كاذبة.» وهي كاذبة فعلا.

أدارتا جذع الشجرة حول صف من الأشجار، متجنبتين أسلاكا شائكة عائمة، ودخلتا في خليج صغير نشأ نتيجة تجويف صنعته الطبيعة في الأرض. وحيث يقع الخليج الآن ثمة بركة تمتلئ بالضفادع في وقت لاحق في فصل الربيع، وبحلول منتصف الصيف ستتبخر المياه كلها، مخلفة مساحة متشابكة منخفضة الارتفاع من القصب والشجيرات الخضراء، ويظل الطين الرطب عالقا حول جذورها، فيما تنمو شجيرات أكبر وأشجار الصفصاف حول الضفة المنحدرة لهذه البركة ويظل جزء منها خارج الماء. كفت إيفا وكارول عن التجديف لدى رؤيتهما شيئا عالقا على مقربة منهما.

إنه قارب أو جزء من قارب. زورق قديم تحطم الجزء الأكبر من أحد جانبيه، أما سطحه الذي كان يتخذ مقعدا فيتدلى خارجه. كان الزورق محشورا بين فروع الأشجار، ملقى على جانبه المحطم، إن كان لديه جانب من الأساس، فيما ارتفعت مقدمته لأعلى.

خطرت على بالهما الفكرة نفسها في الوقت ذاته دون تشاور بينهما، فصاحتا: «يا شباب! أنتم أيها الشباب!» «لقد وجدنا لكم قاربا!» «كفوا عن صنع طوافتكم الغبية تلك وتعالوا وانظروا إلى القارب!»

ناپیژندل شوی مخ