أحببت الحمام أيضا. في الواقع كان مسموحا لي بالاستحمام هناك مرة في الأسبوع، ولم يكن آل بيبلز ليمانعوا إذا استحممت مرة أخرى من وقت لآخر، لكن بدا الأمر لي كأنني أكثر من الطلبات، أو ربما سأخاطر بالانتقاص من متعته. كان كل شيء في الحمام بلون وردي؛ الحوض والبانيو والمرحاض، وكانت هناك أبواب زجاجية لغلق البانيو مرسوم عليها طيور البشروش، حتى الإضاءة كانت وردية. وكانت قدمي تغوص في حاشية الأقدام كأنها الثلج، غير أنها كانت تبعث على الدفء. كانت المرآة تغطي ثلاثة جدران، وكان البخار يعلو المرايا ويفوح الجو بسحابة معطرة من أشياء سمح لي باستخدامها؛ فكنت أقف على جانب البانيو معجبة بشكلي عارية بالمرآة، من الاتجاهات الثلاثة. أحيانا كنت أفكر في معيشتي بمنزل أهلي ومعيشتي هنا، وأنه كيف من الصعب جدا أن يتخيل المرء العيش بطريقة مختلفة تماما، لكني كنت لا أزال أعتقد أن من عاش بالطريقة التي كنت أعيش بها في منزلنا سيكون من الأسهل عليه أن يتخيل أمورا مثل الدفء وحاشية الأقدام وطيور البشروش، من أن يكون العكس. ترى ما السبب؟
أنجزت عملي في وقت وجيز، وقشرت الخضراوات للعشاء وتركتها جانبا في ماء بارد. بعدها ذهبت إلى غرفة نوم السيدة بيبلز. كنت قد دخلتها قبل ذلك مرات عديدة لأنظفها، وكنت دائما أنعم النظر إلى خزانتها، إلى الملابس التي تعلقها فيها. لم أكن لأنظر في أدراجها الخاصة، لكن الخزانة كانت مفتوحة لأي أحد ينظر ما بداخلها. الحقيقة أنا أكذب! كنت أنظر في أدراجها الخاصة، لكني كنت أشعر بعد ذلك بالذنب، وأرتعب من فكرة أنها قد تعلم بما فعلته.
كانت السيدة بيبلز تلبس بعضا من الملابس المعلقة في خزانتها طيلة الوقت؛ لدرجة أني اعتدت رؤيتها بها، والبعض الآخر لم تلبسه قط وأصبح منسيا في خلفية الخزانة. خاب أملي حين لم أجد فستان الزفاف؛ لكن كان هناك فستان طويل، لم أستطع رؤيته كاملا، فلم أر منه سوى تنورته، وكنت أتوق دائما لرؤيته كاملا. والآن عرفت أين هو معلق، فأخرجته من الخزانة؛ كان من الساتان، ذا وزن معقول، ناعم الملمس، لونه أخضر مزرق، ذا طبقة لامعة. وكان وسطه مضبوطا تماما ومفصلا بدقة، وله تنورة طويلة، وله غطاء يتدلى على الكتفين ليخفي أكمامه القصيرة.
لم أجد صعوبة فيما فعلته بعد ذلك؛ خلعت ملابسي ثم تركته ينزلق على جسمي. كنت آنذاك وأنا في الخامسة عشرة أنحف مما يتخيل من يعرفني الآن، وكان الفستان مناسبا لي على نحو بديع. كان الفستان يحتاج لصدرية بدون حمالات، لكن بالطبع لم أكن أمتلك واحدة؛ لذا أخفيت حمالات صدريتي تحت الفستان. بعدها بدأت في تثبيت شعري بدبابيس الشعر، لتبدو الصورة متكاملة. وأخذت كل خطوة تجرني إلى أخرى؛ وضعت أحمر الخدود وأحمر الشفاه واستخدمت محدد العيون من تسريحتها. وبينما أضع الرتوش الأخيرة شعرت بالعطش؛ فثقل الساتان، وإحساسي بالإثارة لما أفعله جعلني أشعر بالعطش، فذهبت بالفستان إلى المطبخ لأحضر من الثلاجة كأسا من شراب الزنجبيل مع مكعبات الثلج. طوال اليوم يشرب آل بيبلز ذلك الشراب أو مشروبات الفاكهة مثل الماء، وبطبيعة الحال اعتدت على ذلك أيضا! كان الثلج موجودا بكثرة، وكنت أنا مولعة بوضعه على أي شيء حتى كوب الحليب!
حينما التفت لإعادة مكعبات الثلج مكانها، رأيت رجلا يراقبني من خلال الباب السلكي. من حسن حظي أني لم أسكب شراب الزنجبيل من فرط المفاجأة. «لم أقصد إخافتك، لقد طرقت الباب، ولكنك كنت تخرجين مكعبات الثلج ولم تسمعيني.»
لم أستطع رؤيته جيدا؛ فكان يبدو كالشبح كهيئة أي شخص يقف أمام الباب ومن خلفه ضوء النهار المبهر. كل ما استطعت إدراكه أنه ليس من أهل المنطقة. «أنا كريس واترز، قادم من تلك الطائرة هناك، وكنت أتساءل إن كان بإمكاني استخدام تلك المضخة.»
اعتاد الناس في ذلك الوقت استخدام المضخات للحصول على الماء، وكانت مضخة المنزل موجودة في الفناء، ولاحظت حينها أنه يحمل دلوا.
قلت: «على الرحب والسعة! يمكنني أن أملأ لك الدلو من الحنفية، وأوفر عليك عناء الضخ.»
أعتقد أني قلت ذلك فقط لأعلمه أننا نستخدم الحنفية ولا نضخ الماء بأنفسنا. «لا مانع من ممارسة بعض التمارين.» ومع ذلك لم يتحرك من مكانه، بل أردف في النهاية: «هل أنت ذاهبة لحفل راقص؟»
كنت قد نسيت تماما ماذا كنت أرتدي من فرط مفاجأتي برؤية هذا الغريب. «أم هذه هي الملابس التي تعتاد السيدات في هذه البلدة ارتداءها وقت العصر؟»
ناپیژندل شوی مخ