سر چې زما په فکر کې دی

محمد احمد شيخون d. 1450 AH
104

سر چې زما په فکر کې دی

سر يؤرقني

ژانرونه

قوله هذا ذكره أنهما ليسا في حفلة؛ فقال من فوره: «الحياة أقصر من أن نضيعها في السخافات. ليس هناك أي تفسير واضح لما يحدث، أليس كذلك؟ إن أختك رائعة، وإيوارت أيضا.»

قطعت إيلين الردهة وصولا إلى غرفة الضيوف، وهي تحمل شرابا قويا أعدته لتوها. دلفت من باب الغرفة التي كان بها الأطفال الصغار، أطفال الأصدقاء يلعبون مع ابنتي جون الصغيرتين المتبنيتين، كانوا يلعبون لعبة، وقفت هناك وشاهدتهم. شعرت بالرهبة نوعا ما من الطفلتين الهنديتين، شعرت بأنها في امتحان أمامهما. بكل تأكيد كان هذا عندما كانت جون هناك، كان بإمكانها أن تحس أن جون تنصت وتشاهد؛ بدت وكأنها ترتعش، مع حرصها على كشف الإخفاقات في المواقف. من الذي يمكن أن يصدق أن جون - وكذلك إيلين - كانت تتحدث داخل المنزل بإنجليزية مبسطة كالتي كان يتحدث بها الزوجان الصينيان في بقالة شارع بيكر؟ كانت إيلين تشاهد الوجهين الأملسين بنيي اللون للطفلتين الهنديتين. ماذا كانتا تحديدا؟ شارات جون؟ جوائزها؟ لم تستطع أن تراهما كذلك، جون وحدها استطاعت.

أغلقت باب غرفة الضيوف، ثم استلقت في الظلام، عاقدة كاحليها، دافعة بالوسادة إلى الأعلى خلف رأسها، ما زالت ممسكة بالكأس ولكنها أسندتها على بطنها. كانت قد وصلت إلى المرحلة التي كانت دائما تصل إليها في منزل جون. لم يحدث دوجلاس أي فارق، لم يحدث الموت أي فارق، كانت تصاب بالشلل غير قادرة على تمالك نفسها. في هذا المنزل تشعر أن حياتها واختياراتها (إن كان هناك أي اختيار أمامها)، وهي نفسها، لا تترك أي انطباع محبوب، أو حتى متماسك. كان يجب التسليم بأنها قد عاشت حياة عشوائية، أنها ضيعت وقتا كثيرا جدا، أنها لم تقم إلا بعمل القليل جدا من الأشياء الجيدة. لا يهم كيف كان كل هذا يبدو عندما تبتعد عن هنا، كيف حولت كل هذا إلى قصص طريفة للأصدقاء. علاوة على ذلك، لم تكن قادرة على تقديم المساعدة.

وهي في طريقها إلى هنا بالطائرة حسبت أنه يمكن أن تصنع بسكويت الشاي، كما لو كان هذا ممكنا حقا، في مطبخ جون.

حينما علموا بوفاة أبيهم في الحرب، جاءهم الخبر لسبب ما عبر مكالمة هاتفية، في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة مساء. كانت أمهم قد صنعت بسكويتا وشايا، وأيقظت إيلين لتشاركها فيهما، وليس جون؛ لأنها كانت صغيرة جدا آنذاك. كان لديهم مربى، وكانت إيلين جشعة ولكن جبانة. كانت أمهما معظم الوقت شخصا خطيرا، تشكو من آلام غامضة، ومآس لا أول لها ولا آخر. بدت كما لو أنها تخلت عن موقعها المعتاد، لتتحول إلى إنسانة غير مزعجة، مقلة من طلباتها، وفوق كل ذلك، خجولة. لم تخبرها بهذا النبأ (كانت ستوقظهما في الصباح بوجه أبيض شاحب، وتقبلهما قبلة بغيضة، وتقول لهما بصوت رتيب: بابا مات). بعد سنوات حاولت إيلين أن تتحدث مع جون عن عشية ذلك اليوم مع البسكويت، هذه الطريقة التي تصرفت بها أمهما كشخص ضعيف ساكن؛ تقريبا تصرفت كامرأة عادية، وهو الشيء الذي كانتا تأملانه آنذاك. قالت جون إنها تجاوزت كل هذا. «منذ سنوات مضت، وبنظرية الجشطلت أيضا. حقيقة لقد تجاوزت الأمر بنظرية الجشطلت، لقد تجاوزت الأمر وانتهيت منه.»

فكرت إيلين في نفسها: «أنا لم أتجاوز أي شيء، علاوة على ذلك، لم أكن أومن أن الأحداث وجدت ليتم تجاوزها.»

الناس يموتون؛ هم يعانون، ثم يموتون. لقد ماتت أمهما بالالتهاب الرئوي العادي، بعد كل هذا الجنون. أمراض وحوادث، يجب احترامها، لا تفسيرها. الكلمات كلها مخزية. يجب أن تتوارى خجلا.

أثارت الكلمات التي قرئت من كتاب «النبي» أثناء مراسم التأبين عصر ذلك اليوم استياء إيلين؛ فهي في نظرها مجرد خداع وإهانة، كانت غير متعمدة؛ إذ كانت في الواقع المرادف العصري للتقوى، إن لم يكن هذا عذرا. والآن مع تأثير الشراب رأت أنه ما من كلمة قد تجدي أي نفع. الآن في أمل مؤكد ويقيني أيضا ... لا خداع في الكلمات ولكن الخداع الآن في قولها. الصمت الآن هو الشيء الوحيد الممكن.

في وقت ما كانت هي وجون يستحقان اعتبارا أكثر مما هما الآن، في وقت ما كانتا غير كريهتين. أليس كذلك؟ إيوارت أيضا، والجيران أيضا، والتوحيديون أيضا. في وقت من الأوقات كان يمكن الوثوق في أننا نعرف ما نعنيه، ولكن ليس الآن، على الرغم من أننا في حال أفضل الآن. انضمت جون لمجموعة التنمية، وتعلمت أيضا اليوجا، وبحثت في التأمل السامي، سبحت عارية، مع آخرين، في مسبح دافئ في جزيرة للصفوة؛ أما بالنسبة لإيلين، فقد قرأت كتبا كثيرة، وعرفت كيف يكون التعرض لكل أشكال الخسة. قد تظن أنهما أفضل حالا من أمهما، ولكن ثمة شيئا خاطئا بهما مثلها تماما. الشيء الوحيد الذي نتمنى حدوثه هو أن نهرب الآن إلى الواقع، هكذا فكرت إيلين، ثم استغرقت في النوم ثواني معدودة، لتقوم مفزوعة بعد ذلك، وأصابعها قابضة بقوة على الكأس.

كادت أن تسكبه على السجادة والمفرش. شربت كل المتبقي من الشراب ووضعته على المنضدة إلى جانب السرير وغلبها النوم من فورها.

ناپیژندل شوی مخ