سر صناعت اعراب

Ibn Jinni d. 392 AH
127

سر صناعت اعراب

سر صناعة الإعراب

خپرندوی

دار الكتب العلمية بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولي ١٤٢١هـ

د چاپ کال

٢٠٠٠م

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

صرف او نحو
الفتحة من الألف، والكسرة من الياء، والياء أقرب إلى الألف من الواو، فلما منعت الأسماء بعد هذه الحروف النصب، كان الجر أقرب إليها من الرفع. هذا هو العلة في كون هذه الحروف جارة. فإن قلت: فقد تقول: المال لك، وإنما أنا بك، وأنا منك، ونحو ذلك، ما لا تصل هذه الحروف فيه الأفعال بالأسماء. فالجواب: أنه ليس في الكلام حرف جر غير زائد، وأعني بالزائد ما دخوله كخروجه، نحو: لست بزيد، وما في الدار من أحد، إلا هو متعلق بالفعل في اللفظ أو المعني، أما في اللفظ فقولك: انصرفت عن زيد، وذهبت إلى بكر، وأما في المعنى فقولك: المال لزيد، تقديره: المال حاصل أو كائن لزيد، وكذلك زيد في الدار، إنما تقديره: زيد مستقر في الدار، ومحمد من الكرام: أي محمد حاصل من الكرام أو كائن من الكرام، فإذا كان الأمر كذلك فقد صح ووضح ما قدمناه. فإن قلت: فإذا كانت هذه الحروف التي أوصلت الأفعال إلى الأسماء إنما جرت الأسماء، لأنهم أرادوا أن يخالفوا بلفظ ما بعدها لفظ ما بعد الفعل القوي، فما بالهم قالوا: قمت وزيدا، واستوى الماء والخشبة، وجاء البرد والطيالسة١، وما صنع وأباك؟ ولو تركت الناقة وفصيلها٢ لرضعها. ومن أبيات الكتاب٣: فكونوا أنتم وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطحال٤

١ الطيالسة: الواحد "الطيلسان" وهو ضرب من الأكسية. اللسان "٤/ ٢٦٨٩". مادة "طلس". ٢ الفصيل: ولد الناقة بعد فطامه "ج" فصلان. مادة "فصل". اللسان "٥/ ٣٤٢٣". ٣ أورد سيبويه البيت في باب المفعول به "١/ ١٥٠" ولم ينسبه واستشهد الزمخشري وغيره من النحاة، ولم ينسبوه إلى قائلة. ٤ الكليتين: تثنية كلية بضم الكاف. الطحال: بكسر الطاء. بني أبيكم: الإخوة وأولاد العم. الشرح: يطلب الشاعر ممن يخاطبهم التماسك مع أبناء عمومتهم. الشاهد في قوله: "بني أبيكم" فقد جاءت منصوبة بعد الواو التي هي للمعية.

1 / 136