90

سر مکتوم

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

خپرندوی

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

الله ﷺ، وإلى صاحبيه أبي بكرٍ، وعمرَ ﵄، فأخذوها ووضعوها في مواضعها وما هربوا منها لكونهم قد استوى عندهم الماء والمال، والذهب والحجر (١)، كما عُرف من سيَرهم وأحوالِهم، إلى غيرهم من الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديّين، الذين كانوا مع تفاوت مراتبهم للمال خُزّانًا، لا يمتَنِعون عن بذله في مصارفه التي يزداد بها الدّين قوةً وبرهانًا، ولا يدّخرون لأنفسهم منه دارًا وبستانًا، بل هم واقفون عند قوله ﷺ: «إنما أنا قاسم والله يُعطي» (٢)، متحرزون

= «قال ابن قانع: كذا قال. وهو تصحيف. وإنما هو (عن عروة) لا (عن غرقدة) . قلت: وهذا الحديث في «صحيح البخاري» من حديث سفيان بن عيينة، لكن (عن عروة بن الجعد)، والحديث مشهور من حديثه. وقد بيّنتُ في «شرح البخاري» السبب في إخراج البخاري له، مع أنه (عن الحي) ولا يعرف أحوالهم، والله أعلم» . قال أبو عبيدة: وما نقله ابن حجر في «فتح الباري» سبق أن ذكرناه في تخريج الحديث السابق، وما نقله عن ابن قانع: «كذا قال ...» غير موجود في مطبوع «معجم الصحابة» له. (١) من قوله: «حملت خزائن الأرض إلى رسول الله ﷺ إلى هنا» نقله المصنف عن أبي حامد الغزالي في: «إحياء علوم الدين» للغزالي (٤/٢٠٤- ط. دار إحياء الكتب العربية)، وقال العراقي في تخريجه (٧/٢٢٣٧): «وهذا معروف، وقد تقدم في آداب المعيشة عن البخاري تعليقه مجزومًا من حديث أنس: أتى النبي ﷺ بمال من البحرين، وكان أكثر مال أتى به، فخرج رسول الله ﷺ إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء إليه، فما كان يرى أحد إلا أعطاه. ووصله عمرو بن محمد البحيري في «صحيحه» من هذا الوجه. وفي «الصحيحين» من حديث عمرو بن عوف: قدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار قدومه، ... الحديث. ولهما من حديث جابر: لو جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا ثلاثًا، فلم يقدم حتى توفي النبي ﷺ، فأمر أبو بكر مناديًا فنادى: من كان له على رسول الله ﷺ عدة أو دين فليأتنا، فقلت: إن النبي ﷺ وعدني فحثا لي ثلاثًا» . انتهى. (٢) جزء من حديث: «مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يفقهْه في الدّين»، أخرجه أحمد (٢/٢٣٤)، وأبو يعلى (٥٨٥٥)، والطحاوي في «شرح المشكل» (١٦٩١) من حديث أبي هريرة، وأصله عند ابن ماجه برقم (٢٢٠) من حديث أبي هريرة، واقتصر فيه على شطره الأول: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» . =

1 / 101