160

سر مکتوم

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

خپرندوی

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

ونحوه قولُ سفيان بن عيينةَ ﵀: من كان له مال فليُصْلحه، وفي لفظٍ: فليتجر وليكتسب، فإنكم في زمانٍ من احتاج فيه إلى الناس، فإن أول ما يبذله دِينه (١) . وكأنَّ السُفيانَين -رحمهما الله- أشارا إلى ما يُروى عنه ﷺ أنه قال: «إذا كان آخر الزمان لا بدَّ للناس فيها من الدراهم والدنانير، يُقيم الرجل بها دينه ودنياه» (٢) .

= (رقم٢٠)، وأبو نعيم في «الحلية» (٦/٣٨١)، وأورده الذهبي في «السير» (٨/٢٤١)، والمزي في «تهذيب الكمال» (١/٥١٣) بلفظ: «كان المال فيما مضى يكره، فأما اليوم فهو ترس المؤمن»، وهو أحد لفظي ابن أبي الدنيا. وعزاه الزمخشري في «الكشاف» (١/٢٤٧) للسلف، وذكره ابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (١٨١) عن سفيان الثوري. ونقله القرطبي في «تفسيره» (٣/٤٢٠)، عن الثوري، وقال قبله: «وخلف مئتين، وكان يقول....» . وانظر في خبر (المئتين): «الحث على التجارة» (رقم ١٨) للخلال، «الحلية» (٦/٣٨١)، «تلبيس إبليس» (ص ١٨١) . (١) أخرجه ابن أبي الدنيا في «إصلاح المال» (رقم ٧١) عن سفيان قوله: «من كان معه شيء، فقدِر أن يجعله في قرن ثور؛ فليفعل، فإنَّ هذا زمان إذا احتاج الرجل فيه إلى الناس، كان أول ما يبذل دينه» . وهو عند المزي في «تهذيب الكمال» (١/ق٥١٣) في (ترجمة الثوري) لا (ابن عيينة)، وكذا في «العقد الفريد» (٢/٣٤١) وأورده الزمخشري في «الكشاف» (١/٢٤٧)، هكذا: وكانوا -أي: السلف- يقولون: «اتجروا واكتسبوا، فإنكم في زمان إذا احتاج أحدكم كان أول ما يأكل دِيْنُه» . وقال الزبير بن بكار في «الموفقيات» (١٦٧): سمعت سفيان بن عيينة وقد قيل له: ما أشد حبك للدراهم؟ قال: «ما أحبّ أن يكون أحد أشد حبًا لما ينفعه مني» . (٢) أخرجه بهذا اللفظ: الطبراني في «الكبير» (٢٠/رقم٦٦٠) من طريق بقية عن عبد الجبار الزبيدي، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، قال: رأيت المقدام ... وذكر قصة، وفيها رفع المقدام لهذا اللفظ. =

1 / 171