116

سر مکتوم

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

خپرندوی

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وما زال السلف يمدحون المال، ويجمعونه للنوائب، وإعانة الفقراء، وإنما تحاماه قوم منهم، ... إيثارًا للتشاغل بالعبادات، وجمع الهمّ، فقنعوا باليسير، فلو قال هذا القائل: إن التقليل منه أولى، قرب الأمر، ولكنه زاحم به مرتبة الإثم. قلت [القائل القرطبي المفسر]: «ومما يدل على حفظ الأموال ومراعاتها، إباحة القتال دونها وعليها. قال ﷺ: «من قتل دون ماله فهو شهيد» [أخرجه البخاري (٢٤٥٢، ٣١٩٨)، ومسلم (١٦١٠) من حديث سعيد بن زيد رفعه]» . قال أبو عبيدة: بالنسبة إلى قصة دخول الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ﵁ الجنة زحفًا، فلم تثبت، وهذا التفصيل: ورد ذلك في حديث أخرجه أحمد في «المسند» (٦/١١٥)، وعبد بن حميد في «المسند» (٣/١٧٨ رقم ١٣٨١- المنتخب)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١/١٢٩ رقم ٢٦٤)، والبزار في «المسند» (٣/٢٠٩ رقم ٢٥٨٦- زوائده)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (١/٣٨٤)، و«الحلية» (١/٩٨)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٠/١١٧)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (٢/١٣) في طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس، وذكره. وهذا إسناد ضعيف جدًّا، قال المصنف في «الأجوبة المرضية» (٢/٥٧٩- ٥٨٠): «ومداره على عمارة بن زاذان، وقد ضعفه النسائي، والدارقطني، وأحمد في رواية الأثرم، بل ذكر ابن الجوزي الحديث في «موضوعاته» من «مسند أحمد» ونقل عنه أنه كذب منكر، قال: «وعمارة يروي أحاديث مناكير» . قلت: عبارة ابن الجوزي في «الموضوعات» (٢/١٣): «قال أحمد بن حنبل: هذا الحديث كذب منكر، قال: وعمارة يروي أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي: عمارة بن زاذان لا يحتج به، وقد روى الجراح بن منهال إسنادًا عن عبد الرحمن بن عوف، فإن النبي ﷺ قال: «يا ابن عوف إنك من الأغنياء، وإنك لا تدخل الجنة إلا زحفًا فأقرض ربك يطلق قدميك» . قال النسائي: «هذا حديث موضوع، والجراح متروك الحديث» . وقال يحيى: «ليس حديث الجراح بشيء» . وقال ابن المديني: «لا يكتب حديثه» . وقال ابن حبان: «كان يكذب» . وقال الدارقطني: «روى عنه ابن إسحاق، فقلب اسمه فقال منهال بن الجراح: وهو متروك»» ا. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» (ص ٢٨): «والذي أراه عدم التوسع في الكلام فإنه يكفينا شهادة الإمام أحمد بأنه كذب، وأولى محامله أن نقول هو من الأحاديث التي أمر الإمام أحمد أن يضرب عليها» . =

1 / 127