تصرم الدهر لا وصل فيطمعني ... فيما لديك ولا يأس فيسليني
مختارا مرضيًا. وكذلك يتصرم في الشعر المنسوب إلى يزيد بن معاوية وهو:
خذوا بنصيب من نعيم ولذة ... فكل وإن طال المدى يتصرم
ولا يقبحان لمخالفتهما الأسم الذي ذكرته في اللفظ. وهو قبيح في بيت الهذلي للموافقة لا على غير ما أعلمتك به.
ومنه أيضًا قول أبي تمام:
وعزائمًا في الروع معتصمية ... ميمونة الأدبار والإقبال
فالإدبار من الألفاظ المكروهة لما ذكرته.
وكذلك قوله:
يضحكن من أسف الشباب المدبر ... يبكين من ضحكات شيب مقمر
لأن المدبر ها هنا مثل الأدبار في البيت الأول والكلمة الفصيحة غيرهما على ما بين.
ومنه قول الشريف الرضي ﵀:
سلام على الأطلال لا عن جنابة ... ولكن بأسا حين لم يبق مطمع
فإن جنابة هنا لفظة غير مرضية للوجه الذي ذكرته وأن كانت لولا ذلك فصيحة مختارة لخلوها من العيوب غيره.
والسابع: مما قدمناه أن تكون الكلمة معتدلة غير كثيرة الحروف
1 / 87
خطبة الكتاب وبيان الخفاجي
فصل في الأصوات
فصل في الحروف
فصل في الكلام
فصل في اللغة
الكلام في الفصاحة
الكلام في الألفاظ المؤلفة
الكلام في المعاني مفردة
فصل في ذكر الأقوال الفاسدة في نقد الكلام
فصل في ذكر الفرق بين المنظوم والمنثور وما يقال في تفضيل أحدهما على الآخر