وقال غيره في صفة اللبن:
وآخذ طعم السقاء سامط ... وخاثر عجلط عكالط١
وقول الآخر:
يأكلن من قراص ... وحمصيص واص٢
وفي هذه الألفاظ ما جمع الصفتين معًا على ما ذكرناه.
وقد روى أن أبا العتاهية قال لمحمد بن مناذر: إن كنت أردت بشعرك شعر العجاج ورؤبة فما صنعت شيئًا وإن كنت أردت أهل زمانك فما أخذت مأخذنا. أرأيت قولك:
ومن عاداك لاقي المرمريسا٣
أي شيء المرمريس؟
ولهذا كله أعتمد الحذاق من الشعراء على اختيار أسماء المنازل والنساء في الغزل وتجنبوا ما لا يحسن لفظه للشروط التي ذكرناها وعابوا قول جرير بن عطية:
وتقول بوزع قد دببت على العصا ... هلا هزئت بغيرنا يا بوزع
وذكروا أن الوليد بن عبد الملك. قال: له أفسدت شعرك ببوزع
_________
١ السقاء جلد السخلة إذا أجدع يكون للباء واللبن والسامط البن تذهب حلاوته والخائر اللبن الثخين والعجالط بمعناه أيضا وكذلك العكالط.
٢ القراض: البابونج والحمصيص بقلة رملية حامضة وواص اسم فاعل من وصى الأرض اتصل نباتها.
٣ المرمريس: الداهية.
1 / 68
خطبة الكتاب وبيان الخفاجي
فصل في الأصوات
فصل في الحروف
فصل في الكلام
فصل في اللغة
الكلام في الفصاحة
الكلام في الألفاظ المؤلفة
الكلام في المعاني مفردة
فصل في ذكر الأقوال الفاسدة في نقد الكلام
فصل في ذكر الفرق بين المنظوم والمنثور وما يقال في تفضيل أحدهما على الآخر