ثم تلقى أكابر الناس وتستعمل معهم الكلام وتقضي حق ما يجب عليك من شؤونك. فإذا تحركت الشهوة للطعام فاستعمل حركة تتعب بها أعضاءك بصراع أو مراوضة أو ركوب عنيف أو ما أشبه هذا ومن منافع ذلك أن يطرد الريح وينشط البدن ويقويه ويجففه ويوقد نار المعدة ويشد المفاصل ويذيب الفضول والبلاغم وينزل الطعام على توقد من نار المعدة. ثم تضع بين يديك أطعمة كثيرة وتأكل مما وقع اختيارك عليه وتحركت شهوتك إليه بخبز معتدل التخمير كامل النضج وقدم ما ينبغي أن يقدم من الطعام وأخر ما ينبغي أن يؤخر مثال ذلك أن يجمع الإنسان في أكلة واحدة طعاما يلين البطن وطعاما يحبسه فإن هو قدم الملين وتبعه الآخر أسهل انحدار الطعام بعد جودة B # انهضامه ومتى قدم الحابس وأتبعه الملين لم ينحدر وأفسدهما جميعا وكذلك إن جمع أحد في أكلة واحدة طعاما سريع الانهضام وآخر بطيء الانهضام ينبغي أن يقدم البطيء الانهضام لأن قعر المعدة أسخن وأقوى على الهضم لما فيه من أجزاء اللحم المخالط له ومجاورة الكبد الذي هو الطابخ بحره ومن الواجب أن ترفع يدك عن الأكل وقد بقيت بقية من شهوتك لأن الإكثار يضيق الأنفاس ويضعف الحرارة الغريزية التي بها يتم الهضم وكذلك تحبس نفسك عن شرب الطعام {المآء} على الطعام حتى يصير عادة فإن شرب المآء على الطعام يبرد المعدة ويطفئ نار الشهوة ويفسد الطعام ويولد عند الإكثار منه التخمة التي هي من أعدآء الآفات على الجسم فإن لم يكن بد من شرب المآء بحر الزمن أو حر المعدة أو حر الأطعمة فلتقلل وليكن صادق البرد.
مخ ۳۵