وفقد كانوا يعيشون سلطة القبيلة وتسلط الاسياد والاقوياء على الفقراء والعبيد، وكان المجتمع المكي مجتمعا يتكون من ثلاث طبقات متميزة هي :
1 طبقة الاثرياء وأصحاب رؤوس الاموال : أمثال أبي سفيان وأبي لهب والوليد والعباس بن عبد المطلب وغيرهم ، وكانوا يمثلون الطبقة الرأسمالية الربوية والتجارية ، التي تملك السلطة والسيادة ، والتي كانت بسيطرتها على مكة وعلى البيت الحرام آنذاك ، تملك نفوذا واسعا بين قبائل العرب وشعوبها .
2 طبقة الفقراء والمعدمين : الذين كانوا يعيشون حالة الفقر والبؤس والاضطهاد الاجتماعي .
3 طبقة العبيد : وهي الطبقة التي عاشت حالة الفقر والبؤس وحسب ، وكانت تعامل معاملة الحيوانات والمنبوذين ، ويموت العبيد تحت السياط وأقدام الاسياد .
لقد كان الفقر والبؤس والجهل والمرض، أشباحا مرعبة تسيطر على قبائل العرب المتناثرة في جزيرتها الموحشة الجرداء .
تلك الحياة والوضعية الاجتماعية المزرية ، التي صورها لنا القرآن الكريم حين هاجم أصحاب رؤوس المال الجشعين ، عندما تحدث عن حالة البؤس والفقر ، التي دعت بعضهم إلى قتل أولادهم والتخلص منهم .
(8)
وقد صورت إحدى آيات القرآن الكريم هذه الصورة المأساوية المروعة بنصها :
(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) .(الاسراء / 31)
فشرحت أبعاد المأساة الاقتصادية والوضع الاجتماعي المتردي ، الذي كان يعيشه العرب تحت وطأة الجاهلية .
ويتحدث القرآن في آيات اخرى عن الخوف والفقر فيذكر بنعمة الاسلام الذي
أبدلهم بالخوف أمنا حين ثبت هذه الحقيقة بقوله :
(أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) .(العنكبوت / 67) قال الطبرسي مبينا معنى الآية هذه ، في تفسيره «مجمع البيان» :
مخ ۹