(وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ) . (الحج / 26)
(6)
(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .(البقرة / 127)
فانتشرت دعوة إبراهيم في جزيرة العرب ، وجعل البيت الحرام مركزا لهذه الدعوة السامية . ومما تجدر الاشارة إليه أن قريشا تنتسب إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) وتعتز بذلك، وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من ذريته المباركة .
وبعد فترة من الزمن دخلت الوثنية إلى مكة، دخلتها بعد انهيار سد مأرب وتفرق العرب في البلدان، وتأثرهم بالديانات الوثنية التي كانت منتشرة في بلاد الشام.
ويذكر المؤرخون أن قبيلة «جرهم» كانت تتولى سدانة الكعبة ورعايتها بعد وفاة «نابت» بن إسماعيل ، فأزاحتها قبيلة خزاعة بالقوة ، واستولت على موقعها الديني هذا ، فدنست البيت الحرام ، وأدخلت إليه الاصنام والوثنية .
فكان أول من أدخل الاوثان إلى الكعبة «عمرو بن لحي » زعيم خزاعة ، التي انتصرت بقيادته على قبيلة جرهم، وقد جاء بالصنم الكبير «هبل» ونصبه في البيت ، فغيرت معالم التوحيد ، وحرفت الحنيفية التي دعا بها إبراهيم وولده إسماعيل (ع) .
ويذكر المؤرخون أن عمرو بن لحي كان قد نقل فكرة الوثنية من بلاد الشام التي زارها ، ورأى وثنية أهلها ، فتأثر بها .
وهكذا سادت الوثنية في مكة ، وغابت معالم التوحيد ، ودنس البيت الحرام ، رغم تعظيم قريش وقبائل العرب كافة لهذا البيت المقدس ، واهتمامها بحجه وتقديسه أيام الجاهلية والوثنية ، وكانت تعتبره حرما آمنا وبيتا مباركا .
مخ ۷