وروى العياشي بإسناد رفعه إلى أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) ، قال :
« كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد رسول الله (ص) ما بين عير واحد ، فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يقال له حداد ، فقالوا : حداد واحد سواء ، فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء ، وبعضهم بفدك ، وبعضهم بخيبر ، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمر بهم اعرابي من قيس فتكاروا منه ، وقال لهم : أمر بكم ما بين عير واحد ، فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنا بهما ، فلما توسط بهم أرض المدينة ، قال : ذلك عير ، وهذا احد ، فنزلوا عن ظهر إبله ، وقالوا له : قد أصبنا بغيتنا ، فلا حاجة بنا إلى إبلك ، فاذهب حيث شئت ، وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر : إنا قد أصبنا الموضع ، فهلموا إلينا ، فكتبوا إليهم : إنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا بها الاموال ، وما أقربنا منكم ، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم ، واتخذوا بأرض المدينة أموالا ، فلما كثرت أموالهم بلغ ذلك تبع ، فغزاهم ، فتحصنوا منه فحاصرهم ، ثم أمنهم فنزلوا عليه ، فقال لهم : إني قد استطبت بلادكم ، ولا أراني إلا مقيما فيكم،
فقالوا له : ليس ذلك لك ، إنها مهاجر نبي ، وليس ذلك لاحد حتى يكون ذلك . فقال لهم : فاني مخلف فيكم من اسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلف حيين تراهم الاوس والخزرج ، فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود ، فكانت اليهود تقول لهم : أما لو بعث
محمد لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث الله محمدا (ص) آمنت به الانصار ، وكفرت به اليهود ، وهو قوله تعالى :
(20)
(وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ... ) إلى آخر الآية » (1).
مخ ۲۶