أحب رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خديجة (رض) وأحبته ، وأخلص لها وأخلصت له ، فلم يكن يرى في الدنيا من النساء من تعادل خديجة ، فهي أول من آمنت برسالته ، وصدقت دعوته ، وبذلت مالها وثروتها الطائلة في سبيل الله تعالى ، ومن أجل نشر الدعوة الاسلامية؛ فتحملت مع رسول الله (ص) عذاب قريش ومقاطعتها وحصارها. وكان هذا الاخلاص الفريد، والايمان الصادق، والحب المخلص من خديجة، حريا بأن يقابله رسول الله (ص) بما يستحق من الحب والاخلاص والتكريم ، وبلغ من حبه لها ، وعظيم مكانتها في نفسه الطاهرة ، أن هذا الحب والوفاء لم يفارق رسول الله (ص) حتى بعد موتها ، ولم تستطع أي من زوجاته أن تحتل مكانتها في نفسه؛ فقد روي عنه (ص) أنه كان إذا ذبح الشاة يقول :
« (أرسلوا إلى أصدقاء خديجة ) فتسأله عائشة في ذلك فيقول: (إني لاحب حبيبها)»(1).
ويروى أن امرأة جاءته (ص) وهو في حجرة عائشة ، فاستقبلها واحتفى بها ، وأسرع في قضاء حاجتها ، فتعجبت عائشة من ذلك ، فقال لها رسول الله (ص) :
« إنها كانت تأتينا في حياة خديجة » .
وجرت مرة محاورة بين رسول الله (ص) ، وزوجته عائشة ، حين شعرت بالغيرة تملأ قلبها من كثرة ذكره لخديجة ، وتعلق حبه بها ، فقالت له :
مخ ۲۱