وبعد أن تم الزواج المبارك انتقل رسول الله (ص) إلى دار خديجة؛ تلك الدار التي ما زالت معلما شاخصا ولسانا ناطقا يحكي أحداث الدعوة والجهاد وصبر رسول الله (ص) ومعاناته .
تحدث ابن جرير الطبري عن هذا المعلم والبيت المبارك فقال :
« وكان منزل خديجة يومئذ المنزل الذي يعرف بها اليوم ، فيقال منزل خديجة ، فاشتراه معاوية فيما ذكر ، فجعله مسجدا يصلي فيه الناس ، وبناه على الذي هو عليه اليوم ، لم يغير ، وأما الحجر الذي على باب البيت عن يسار من يدخل البيت ، فإن رسول الله (ص) كان يجلس تحته ، ويستتر به من الرمي إذا جاءه من دار أبي لهب ودار عدي بن حمراء الثقفي خلف دار ابن علقمة ، والحجر ذراع وشبر في ذراع »(1) .
وهكذا تكونت الاسرة، واجتمعت الاركان فشيد بيت النبوة من الزوجة (الطاهرة) ام المؤمنين الكبرى ، خديجة بنت خويلد ، والزوج الرسول محمد (ص) ذي الخلق
(16)
العظيم ، الذي سمته قريش أيام جاهليتها ب (الصادق الامين) .
كانت هذه الاسرة المثالية واحة الفضيلة في صحراء الجاهلية ، وبحبوحة السعادة في دنيا الشقاء آنذاك؛ يغمرها الحب ، ويشد أواصرها الاخلاص .
مخ ۲۰