وها هو محمد (ص) بن عبد الله في ريعان الشباب ، وقمة الفتوة وعنفوان الرجولة؛ إنه شاب من أكثر شباب قريش فتوة وجمالا ، وأعلاها شرفا ونسبا ، وهو بعد ذلك ، يمتاز عن سائر شباب قريش بشرف نفسه ، وكمال خلقه ، ونضج شخصيته ، فقد شاء الله أن يربي محمدا (ص) ويعده ، ويؤهله لحمل الرسالة ، والاضطلاع بتبليغ الامانة . لقد احيط (ص) برعاية إلهية خاصة ، أهلته وفق قدر رباني لما ينتظره من عظم المسؤولية ، وما يمكنه من حمل الرسالة ، ونشر الدعوة :
(15)
نسبه ، أرض مولده ، طفولته ، تربيته ، زواجه ، وكل شيء في حياته .
وها هو (ص) يبلغ من الشباب وعلى وجه التحديد سن الخامسة والعشرين من عمره الشريف ، فكان ولا بد له من الاقتران بامرأة تناسب إنسانيته ، وتتجاوب مع عظيم أهدافه ، وترتفع إلى مستوى حياته ، بما ينتظرها من جهاد ، وبذل وصبر ، ولم يكن في دنيا محمد (ص) من امرأة تصلح لهذه المهمة غير خديجة (رض) ، وشاء الله ذلك، فيتجه قلب خديجة نحو محمد (ص) ، ويتعلق بشخصه الكريم ، وتطلب هي النزول في ساحة عظمته ، وتعرض نفسها عليه ، فيقبل (ص) ذلك الطلب، ويقترن بخديجة (رض) .
تزوج رسول الله (ص) خديجة (1) ، وهو لما يزل في الخامسة والعشرين من عمره الشريف .
مخ ۱۹