168

الحوار داخل السقيفة

وقد انتشر خبر بيعة الأنصار لسعد بن عبادة، ووصل الى أبي بكر وعمر فجاءا مسرعين إلى السقيفة، وفي الطريق إلتقيا بأبي عبيدة بن الجراح، فأخبراه الخبر فالتحق بهما، فتوجهوا إلى السقيفة فدخلوها، فوجدوا الأنصار قد أمروا سعد بن عبادة، فاحتجوا على ذلك، وجرى بينهم خلاف وجدال ونقاش شدد حول أمر الخلافة والامارة، وكانوا يرون أنهم أحق بها من الأنصار، فقالوا:

(55)

( يا معشر الأنصار، منا رسول الله، فنحن أحق بمقامه).(1)

وحين اشتد الجدل بعض الأنصار أن يوجد حلا وسطا، فاقترح أن يكون منهم أمير، ومن المهاجرين أمير، فقالوا لهم: ( منا أمير، ومنكم أمير).(2) ، ثم وضحوا سبب موقفهم هذا، بأنهم يخافون ان يستولي على قيادة المسلمين من هو ليس من المهاجرين، ولا من الأنصار - أي من الذين دخلوا الاسلام متأخرين بعد فتح مكة وأمثالهم - لذا قالت الأنصار: ( ونحذر أ، يغلب على هذا الأمر من ليس منا، ولا منكم، فلو جعلتم اليوم رجلا منا ورجلا منكم بايعنا، ورضينا، على أنه إذا هلك اخترنا آخر من الأنصار، فاذا هلك، اخترنا آخر من المهاجرين، أبدا ما بقيت هذه الأمة).(3)

إلا أن أبا بكر رفض اقتراحهم هذا، وأراد أن تكون للأنصار الوزارة والمشورة، وجاء رده هذا بقوله: ( فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء، لا نفحات دونكم بمشورة، ولا تنقضي دونكم الأمور).(4)

ثم اشتد الجدل بين عمر بن الخطاب وأبي بكر وعبيدة بن الجراح من جهة، والأنصار من جهة أخرى حول من الذي سيتولى شؤون الامارة والخلافة.

مخ ۷۶