164

لقد هاجم الرسول (ص) دولة الروم سنة 8ه، بإمرة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، فكانت معركة مؤتة الخالدة في بلاد الشام، التي استشهد فيها أمراء الجيش الثلاث، ولم يستطيع المسلمون لقلة عددهم وعدتهم من تحقيق نصر عسكري آنذاك.

وفي سنة 9ه، جهز الرسول (ص) جيشا لغزو الروم، وقادة هو بنفسه الطاهرة (ص)، فكانت غزوة (تبوك) المجيدة، والتي انتهت بالمصالحة، وأخذ الجزية ..

وللمرة الثالثة اتخذ الرسول (ص) قرارا ببعث جيش لتحرير الشام، وتحطيم الطاغوت، وصد دولة هرقل الروم المعادية للاسلام، اتخذ هذا القرار قبل وفاته (ص) بأيام، ثم عرض له المرض الذي توفي فيه بعد يومين من اتخاذ القرار..

أعد الرسول (ص) هذا الجيش وأمر عليه أسامة بن زبد الذي كان أبوه زيد بن حارثة قد استشهد في معركة مؤتة في بلاد الشام .. كان زيد شابا لم يبلغ العشرين من عمره حين أمره

(52)

رسول الله (ص) أن يعين غيره، فتأذى الرسول (ص) من ذلك وغضب، وأخذ يكرر عليهم الأمر بوجوب تنفيذ جيش أسامة، ثم رد على المعترض بقوله:« لئن طعنتم في إمارته، قد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله إنه لخليق بالامارة، وإن أباه كان لخليفا بها ».

ولقد كان لهذا الجيش أهمية بالغة عند الرسول الكريم (ص)؛ لذا فهو كرر الاوامر مرات عديدة بوجوب تنفيذ جيش أسامة، وأمر بالالتحاق به، ثم أمره أن يتحرك من المدينة، ويقيم خارجها في منظقة تدعى الجرف؛ ليتجهز هناك ويتهيأ للتحرك، وكان الرسول (ص) يوصي أسامة بالسرية، وبأن يطأ الخيل منطقة البلقاء من أرض الشام على مقربة من مؤتة التي استشهد فيها أبوه وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة (عليهم رضوان الله ورحمته).

مخ ۷۲