142

ويلتقي العباس بن عبدالمطلب بأبي سفيان خارج مكة ويشير عليه أن يذهب إلى رسول الله ، ويصطحبه العباس معه ويدخله على رسول الله (ص) فيستأمن له منه (ص) فيقول له : «إذهب فقد آمناه حتى تغدو به علي بالغداة»(1) .

وفي اليوم الثاني يدخل العباس أبا سفيان على رسول الله (ص) فيخاطبه (ص) قائلا : «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ؟ قال : بأبي أنت وامي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره ، لقد أغنى عني شيئا ، بعد ، قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ قال : بأبي أنت وامي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا»(2).

ويتدخل العباس لانقاذ رقبة أبي سفيان فيخاطبه : «ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قبل أن تضرب عنقك»(3).

وهكذا ينطق أبو سفيان بالشهادتين ، وتنهار قمة القيادة الوثنية ، وينهار البناء الجاهلي بأكمله .

ويأمر الرسول (ص) العباس بن عبدالمطلب أن يقف بأبي سفيان حيث تمر جنود الله ليرى عظمة الاسلام وقوة جيش المسلمين ، وينفذ العباس أوامر رسول الله (ص) ويقف بأبي سفيان عند خطم الجبل ، وتمر كتائب الفاتحين ، ويستولي عليه الرعب ، ويتحدث بلغة الجاهلية فيخاطب العباس قائلا : «لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما» ، فيرد عليه العباس بلغة الايمان وعقلية الموحد : «ويحك إنها النبوة» .

مخ ۵۰