141

فيذهب إلى رسول الله فيكلمه ، فلم يرد عليه شيئا ، ويحاول أن يستنجد ببعض صحابة رسول الله (ص) وأهل بيته فيطلب من أبي بكر ومن عمر ومن علي ومن فاطمة بنت رسول الله (ص) أن يشفعوا له عند الرسول (ضص) فلم يستجب له

واحد منهم ، وييأس أبو سفيان ويعود إلى مكة يجر أذيال الخيبة والمهانة .

ويعد رسول الله (ص) أصحابه ، ويستنفرهم للفتح الكبير ويجهز جيشا من عشرة آلاف مقاتل ، ويسير سرا ليبغت قريشا ، وليصادر إمكانية الدفاع من يدها ، ولئلا يقع قتال في مكة الامن والسلام . ويدعو ربه : «اللهم ! خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها» (1).

وتراقب قريش الموقف ، وترصد تحرك محمد ، فيكتشف حاطب بن أبي بلتعة أحد المتحالفين مع قريش المسير إلى مكة فيكتب إليها بذلك ، ويحمل الكتاب امرأة من المتعاونين معه ،

فتضع الكتاب في ضفيرتها، وتتجه إلى مكة ، ويهبط الوحي فيخبر محمدا بهذا العمل الجاسوسي الخطير ، ويبعث رسول الله (ص) الامام عليا والزبير بن العوام ليقبضا عليها ، فأدركاها في منطقة الحليفة ، وانتزع منها علي الكتاب بالتهديد والقوة فأرجعاها إلى المدينة المنورة .

(35)

ويتحرك جيش رسول الله في العاشر من رمضان سنة ثمان للهجرة ، ويتوجه سرا حتى يطوق مكة ، ويخرج أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء ليتجسسوا الاخبار ، فيفاجأوا بالنيران تطوق مكة .

استخدم الحرب النفسية في هذه الغزوة فأشعل النيران في الصحراء على مقربة من مكة ، ليشعر قريشا بقوة الجيش ويثير الرعب في نفوس الطغاة ، ويحملهم على الاستسلام والخضوع من غير قتال .

مخ ۴۹