139

(33) ثم اتخذ اجراء احتياطيا ينبئ عن رؤية الرسول (ص) لمستقبل المعركة ، فعين زيد ابن حارثة وعين جعفرا بدلا عن زيد إن اصيب ، وعين عبدالله بن رواحة بدلا لجعفر(1) إن اصيب أيضا ، وسار الجيش يحمل راية الاسلام ويتحدى غرور هرقل الروم وكبرياء الامبراطورية ، رغم التفوق العسكري وبعد المسافة المرهق وتأخر وسائل النقل ، لقد أعد هرقل جيشا كثيفا قوامه مائة ألف مقاتل من الروم ومائة ألف اخرى من المستعربة ، وسار جيش محمد (ص) ونزل معان ، وتدارس القادة الموقف العسكري بعد أن توفرت لديهم معلومات عن عدد الجيش واستعداده ، فقال بعضهم : نكتب إلى رسول الله (ص) لنعلمه بالموقف واختلال الموازنة العسكرية وننتظر أوامره .

وكما كان للدراسة والتقويم الميداني دوره في تحديد الموقف ؛ كان للتربية المعنوية والايمانية دورها في صنع القرار وتحديد الموقف في ساعة العسرة ، لقد تجسد ذلك واضحا في عبارات عبدالله بن رواحة التي قال فيها :

«يا قوم ! والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا نقاتلهم إلا بهذا الدين ، فانطلقوا فما هي إلا إحدى الحسنيين ، فقال الناس : صدق والله ، وساروا».(2).

وبدأت المعركة والتقى الجيشان في قرية مؤتة واستشهد القواد الثلاثة ، ثم انسحب الجيش وعاد إلى المدينة .

مخ ۴۷