133

وثيقة الصلح استجابت قريش لنداء الرسول (ص) لما رأت قوته وإصراره على ما يريد ، وأدركت ما بها من ضعف وعجز عن المقاومة ؛ فأرسلت سهيل بن عمرو ممثلا عنها للتفاوض مع الرسول (ص) ، وبدأ الحوار وثبتت مبادئ الصلح ، ودعا الرسول (ص) الامام علي ابن أبي طالب ليكتب وثيقة الصلح ، وأمره أن يكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل ، لا أعرف هذا ، ولكن اكتب باسمك اللهم ، فكتبها ثم قال : اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله (ص) سهيل بن عمرو ، فقال سهيل بن عمرو : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله»(1) .

نص الوثيقة :

«باسمك اللهم هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله ، والملا من قريش وسهيل بن عمرو ، واصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين (2) على أن يكف بعض عن بعض ، وعلى أنه لاأسلال ولا أغلال ، وأن بيننا وبينهم غيبة مكفوفة ، وأنه من أحب أن يدخل في عهد محمد (ص) وعقده فعل ، وأن من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل ، وأنه من أتى من قريش إلى أصحاب محمد (ص) بغير إذن وليه يرده إليه ، وأنه من أتى قريشا من أصحاب محمد (ص) لم ترده إليه . وأن يكون الاسلام ظاهرا بمكة لا يكره أحد على دينه ولا يؤذى ويعير ، وأن محمدا يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه ، ثم يدخل علينا (كذا) في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام، ولا يدخل عليها بسلاح إلا سلاح المسافر : السيوف في القراب».(3)

تم تدوين المعاهدة وتثبيت نصوصها فأشهد على ما فيها جماعة من المهاجرين والآنصار وآخرين من قريش .

ما بعد الوثيقة :

مخ ۴۱