132

حط الجيش رحاله ، واستقر هناك ، لتبدأ رحلة الحوار والتفاهم بين النبي (ص) وقريش ، والتي تؤكد أنه ما جاء لحرب ولا قتال ، وإنما جاء ليزور البيت ويعتمر . بعثت قريش عدة أشخاص متعاقبين للتفاهم مع الرسول (ص) وأرسل النبي إليهم شخصا من خزاعة ليبلغهم بأهداف الزيارة تلك ، وأنه جاء ليزور البيت ويعتمر وينحر هذا الهدي في الحرم ، تعظيما وتقربا إلى الله سبحانه ، وانه على استعداد لتوقيع معاهدة لتجميد الصراع والنزاع ، وفسح المجال أمامه لتبليغ دعوته ، فإن هم رفضوا ذلك فسيقاتلهم حتى يحقق النصر لدعوته .

بيعة الرضوان

( إذا نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ). (سورة النصر)

وبعث النبي (ص) عثمان بن عفان إلى قريش ليتفاهم معها ويوضح لهم أهداف محمد (ص) وأصحابه من التوجه إلى مكة ، غير أن العنجهية والغرور قد دفعا قريشا إلى التجاوز على الاعراف والتقاليد المرعية في التعامل مع المبعوثين والممثلين فقبضوا على عثمان وحبسوه ، فشاع الخبر بين أصحاب الرسول (ص) أن عثمان قد قتل ، فتأذى الرسول (ص) وغضب أن تعتدي قريش على مبعوثه إليهم ، فدعا أصحابه للبيعة على القتال ، وتنادى أصحابه إلى نصرته وبايعوه وهو جالس تحت الشجرة (شجرة سمرة)، فسميت هذه البيعة بيعة الرضوان ، فأنزل الله سبحانه آيات مباركات تتحدث عن هذه الاحداث ، أحداث الزيارة والصد والبيعة والوعد بالنصر :

(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما).(الفتح/18، 19)

(29)

مخ ۴۰