125

أما أبو سفيان فقد عاد إلى مكة ، واستقر بالروحاء ، وهو يفكر بالهجوم مرة اخرى على المسلمين والقضاء على قوتهم ، فلقيه معبد الخزاعي ، وهو ممن يتعاطف مع رسول الله (ص) ، وكان معبد قد رأى رسول الله (ص) وأصحابه في حمراء الاسد وتحدث معهم فيما جرى في احد ، فرأى أن يعتمد الحرب النفسية ضد أبي سفيان ، ويحول دون ما يريد ، فأجاب أبا سفيان عندما سأله عن أوضاع محمد (ص) وأصحابه ، أجابه بأن محمدا (ص) قد جمع جيشا لم ير مثله من حيث العدد والعدة ، وأن أصحاب محمد (ص) قد ندموا على ما حدث في احد .

فأجابه أبو سفيان : ( إننا عزمنا على الرجعة إليهم واستئصالهم ) .

فقال معبد : ( إني أنهاك عن ذلك ) .

فصدق أبو سفيان ما صوره معبد الخزاعي ، وتراجع عن رأيه ، وانسحب إلى مكة ، وكفى الله المؤمنين القتال .

وقد حققت حركة الرسول (ص) العسكرية هذه أهدافها الاعلامية والنفسية .

غزوة بني النضير

تأريخ اليهود حافل بالتآمر على النبي (ص) والدعوة والرسالة ، وكم خططوا وبيتوا لقتله والتخلص منه ، ولكن مشيئة الله فوق ما يكيدون ، وشاء الله سبحانه أن يحبط كيدهم ، فتورط يهود بني النضير في مؤامرة فاشلة لاغتيال الرسول (ص) .

(24)

وكانت مؤامرة غدر وخسة ، إذ كان رسول الله (ص) قد توجه ومعه نفر من أصحابه إلى قريتهم للمطالبة بمشاركة المسلمين في دفع دية لقتيلين ، قد تحمل أحد المسلمين دفعها تنفيذا للاتفاق بين النبي (ص) واليهود في دفع الديات .

مخ ۳۳