وكانت أول محاولة يقوم بها المسلمون هي تعرض سرية حمزة بن عبد المطلب بعد سبعة أشهر من الهجرة لقافلة تجارية كان يقودها أبو جهل ، تعرض لها عند سيف البحر في أرض جهينة ، وكاد أن يقع بينهما قتال لولا تدخل مجدي بن عمرو الجهيني والحيلولة دون المواجهة المسلحة .

ثم واصل الرسول (ص) إرسال السرايا المسلحة لمواجهة المشركين وإثارة الرعب في نفوسهم وإظهار القوة والهيبة العسكرية للدولة الاسلامية ، فأرسل بعد شهر من المواجهة بين حمزة وأبي جهل ، أرسل عبيدة بن الحارث لاعتراض طريق القافلة التي كان يقودها أبو سفيان، فتناوش الفريقان وتراشقا بالسهام ، ولم يحدث قتال بينهما .

(14)

ثم استمر الرسول (ص) في سياسة التعرض العسكري لقوافل قريش؛ فأرسل بعد شهر أيضا سرية بقيادة سعد بن أبي وقاص لاعتراض طريق قافلة تجارية لقريش ولم تفلح السرية في السيطرة على القافلة .

ثم توالت دورياته وارسال وحداته العسكرية وسراياه إلى المواقع الاستراتيجية التي ترتادها قوافل قريش التجارية ليحقق حضورا عسكريا في المنطقة ، وليهيئ جوا جديدا وتدريبا نفسيا للمقاتلين المسلمين ، وليشعر خصوم الاسلام بقوته ويوفر للوجود الاسلامي الجديد هيبة ومنعة ، ويشعر قريشا بالضعف والهلع ممارسا الحرب النفسية ضد

قوى الشرك والجاهلية، وليستولي على أموالها وصفقاتها التجارية.

مخ ۲۰